وصف الكتاب:
في البداية، ظننت أن ما أعانيه منذ عشر ليالٍ هو خلل ما في عمل القلب، وليس أمراً آخر. أخبرت أحد الأصدقاء الذين يعملون في مجال الطب، بوضعي.. طمأنني، إلا أنه أضاف: من الأفضل أن تراجع طبيباً مختصاً بأمراض القلب والشرايين، لكي تقطع الشك باليقين. سألته: أتنصحني بأحدهم؟ أجاب: نعم. ثم ذكر لي اسم الطبيب، مثنياً عليه. في المساء، زرت الطبيب وأخبرته بأن الصديق الطبيب فؤاد.. هو الذي أرسلني إليك. ابتسم لي بود وقال محيياً: أهلاً بك وبالدكتور فؤاد. ثم سألني: إن كان ما يزال يكتب الشعر؟ ابتسمت له وأجبت: هذا ما أعتقده. وأنت، سألني الطبيب: أتكتب الشعر مثله؟ قلت له: لا. أنا لست من هواة كتابة الشعر، إنما القصة والرواية. هز الطبيب رأسه وقال: عال، شيء مشجع.. ثم ارتد بجذعه إلى الوراء وقال: هات أخبرني بما تعانيه.. كبيراً وصغيراً، لا تهمل ذكر شيء، فقد يكون ذاك الشيء الصغير المهمل، مفتاحاً للكشف عما يعانيه المريض. ثم أنهى حديثه: أنا أستمع إليك.. ترددت أول الأمر، لأني لم أكن أعرف كيف أبدأ حديثي، أو من أي نقطة أبدأ! كنت أود لو طرح الطبيب الأسئلة، لأجيبه عليها. ثم قلت، بعد أن بلعت ريقي: منذ أسبوع، أو أكثر أعاني نوماً مضطرباً، أرى في نومي مشاهد مرعبة. أحياناً أكون شاهداً عليها، وأخرى أكون أحد أبطالها أو ضحاياها، فأفيق وأنا في حالة يرثى لها، من ضيق في التنفس، كأن جبلاً يحط على صدري، أفيق وأنا ألهث وقلبي يدق بعنف. أحس بنبضه القوي وتسارعه.. أبقى على هذه الحال دقيقة أو دونها، ثم ما يلبث أن يعود كل شيء إلى وضعه الطبيعي. سألني الطبيب عندما أطلت من سكوتي: حدثني عما تراه في نومك دون أن تهمل أي تفصيل صغير، قد يبدو لك أن لا قيمة له.