وصف الكتاب:
عندما وقف حمدان فوق المصطبة ولفت انتباه الجميع بصوته الجهورى. أكد لهم هذه المرة مارآه وأنه كان يقظا جالسا ينظر ويتأمل ، لم يخلد للراحة او يأخذه النوم. قال حمدان رأيت الذئب يقفز فوق الصخرتين ويضرب كل صخرة بقدمه ويعوى وهو ينظر مرة في الارض ومرة في السماء، ثم نزل الذئب وانشقت الارض وابتلعته في الحال، بعدها بقليل تقافزت الصخرتان وبدأت كل واحدة تضرب فى الأخرى فى معركة حامية الوطيس ترتفعان لأعلي لتساوى قامة النخيل وتتناطحان فإذا تحطمت واحدة ظهر بعدها مارد الجن . أكمل حمدان كان أسود طويل القامة يقترب من أعلي نخلات الحقل ، يضرب الارض بقدمه فتهتز فى عنف شديد ثم يصرخ صراخا كهزيم الرعد وبعدها تنشق الارض وتبتلعه ثم تهتز من جديد لتخرج جنية هائلة ، لكنها كانت وديعة هادئة تجلس تمشط شعرها الذى تمتد جدائله لتلتف حول جريد النخل وتجذب أعالى النخلة فتهتز وتسقط بلحا كثيرا، تعود تلملم شعرها وتلفه حول طفل لها ظهر ليلعب ثم تهز راسها فيدور الطفل متأرجحا وهو يضحك يظهر صبي آخر وفتاة ويأخذان دورهما في ارجوحة الجنية وهى تدور برأسها وتدعوهم ان يتعلق ثلاثتهم بشعرها مجتمعين ، ثم تترك ضفائرها كأحبال طويلة فيدور الاطفال في دوائر واسعة