وصف الكتاب:
في المساء، بعد عودتي إلى البيت، جرت" ملاسنة" بيني وبين زوجتي، بسبب اتلافها بعضاً مما جمعته من أخبار طريفة، وقصص غريبة، وصور غير واقعية من المجلات والصحف التي كنت مولعاً بشرائها بين حين وآخر! ففي صباح اليوم التالي سألتني باستنكار، بعد أن هدأ الاحتدام بيننا: أخبرني.. ماذا وجدت فيها- تقصد القصاصات والصور- حتى جمعتها لديك؟ قلت مجيباً، بعد أن ابتسمت ساخراً: لا شيء. مجرد تسلية لا غير! طبعاً لم أرغب الدخول معها، في نقاش، لتبيان موقفي من جديد، لأنها لن تستوعبه هذه المرة أيضاً، كما كان الحال بيننا في جميع المرات السابقة. سألتني باستغراب: تسلية! هل أنت طفل حتى تبحث عن التسالي؟ أجبتها بشيء من المشاكسة: نعم، أنا طفل صغير، صغبر! نظرت إلى وجهي طويلاً، ثم علّقت: لا حول ولا قوة إلا بالله. عندما أغلقت زوجتي باب الغرفة وراءها، انفجرت بضحكة صاخبة من دون إرادة مني، مما أجبرتها ضحكتي، على ما يبدو، للعودة والنظر إليّ مرة ثانية بخوف وتردد، كأنها تريد أن تؤكد أمر جنوني لنفسها! ولكنها، عندما وجدتني قد تناولت دفتراً من دفاتري القديمة، التي أدوّن على صفحاتها بعض الأفكار والمواضيع التي قد تلهمني في كتابة القصص والروايات في المستقبل، عادت وأغلقت عليّ االباب.