وصف الكتاب:
تناول الأستاذ عيال في المبحث الأول من الفصل الأول المعنون في البنية الشخصية في قصص حامد فاضل، ثم انتقل إلى المكان في قصص حامد فاضل، ليتناوله كاصطلاح ونوع في المبحث الثاني، متنقلاً من المكان المعادي إلى المكان الأليف، ثم عرج على المكان المفتوح والمكان المغلق وصولاً إلى المكانين الواقعي والمخيالي، قبل أن ينتقل إلى المبحث الثالث الذي تناول فيه الزمن في قصص حامد فاضل، ليتحدث عن الزمن أو الزمان لينقل تعريفات قديمة لابن منظور وبن الاعرابي واللحياني وابي منصور، وتعريفات جديدة لنيوتن/ آينشتاين/ هيوم/ هيجل/ ماخ/ بروكسن/ وباشلار/ والزمن في مستويات السرد عند جيرار جينيت، وعمر عيلان، ثم يستعرض بإيجاز الزمن الميقاتي، والزمن التنبؤي أو المستقبلي، قبل أن يعرّف الزمن النفسي: الذي هو الزمن الذاتي أو الداخلي المنبثق من داخل الذات.....، والزمن الاسترجاعي أو التذكيري: الذي هو توقف في السرد أو قطع يراد به العودة إلى الماضي..... فيتناول هذا الزمن من خلال قصتين هما ( بئر الوجاجة)، ومرأى ( نقرة السلمان)، كما يتناول الزمن الاستباقي في قصة (لغز السيد عبد الله)، ثم يتحدث عن زمن السرد من خلال تحليله لمجموعة ( ألف صباح وصباح)، أما الزمن العلمي فيصل إليه من خلال تحليل قصة ( الزقورة) في مجموعة (ما ترويه الشمس ما يرويه القمر)، التي تستدعي منه الانتقال الى الزمن الصحراوي، والى الحوار الذي ينتقل إليه في المبحث الرابع تحت عنوان الحوار في قصص حامد فاضل، ويردفه بالحدث الذي يتناوله في المبحث الخامس من خلال حواريات كتاب (مرائي الصحراء المسفوحة.) إذا انتقلنا في سياحتنا الاستعراضية هذه إلى المبحث الأول في الفصل الثاني من كتاب عيال المهم، فسنجد أنه تطرق وتحت عنوان في النسق إلى الانسحاق المضمرة في قصص حامد فاضل، متناولاً نسق الموت، ونسق الثأر الصحراويين معرّفناً ومعدداّ وشارحاً لأنواع الموت والثأر أيضاً وما كابده سجناء نقرة السلمان من ظّلمَ وتنكيلَ وما حصده الهاربون منها من موت محقق. في المبحث الثاني من الفصل الثاني والمعنون بـ (الانسان) تناول المؤلف الرجل والمرأة وعلاقتهما في الصحراء باعتبارهما الكائنين الصحراويين الأكثر تطوراً عقلياً وعاطفياً مستشهدا بقصصنا التي تناولت بثيماتها تلك العلاقة بكائنات الصحراء مرآة الرمل المسفوحة الصحراء التي تمثل الأم الكبرى حيث يقول في ص164 نساء حامد فاضل يتفردن بالتكيف مع عالم الصحراء، ويمتلكن الشجاعة بمقارعة وحشها، والعيش ضمن صعوبة طقسها، ومكابدة ظروف معيشتها القاسية، والعمل جنباً إلى جنب مع الرجل بكل تفاصيل حياتهم من الرعي والسفر والتنقل الدائم ورعاية الأنعام والحفاظ عليها من المطر وعواصف الرمال ومن وحوش الصحراء، وفي بعض الأحيان قد تقاتل النساء في غارات القبائل. اما الرجل فيصفه في ص175 بقوله ورجال حامد فاضل سواء أكان فارساً، غازياً، صياداً، تاجراً، مهرباً، صعلوكاً، أم عابر سبيل حملته دابته، أو قادته قدماه، لهم في باديتهم السماوية طقوس وعادات وتقاليد قد تختلف عن العرب في مختلف الصحارى الأخرى في الوطن العربي. ومن صور الرجل الصحراوي في قصة ( بصوة أرض الجن) حيث المزج التخيلي بين الرجل البدوي المتلبس بصفات الجن ص178، وحين ينتقل للحديث عن شعرية السرد يستشهد بنص يصف صيد البدوي للغزال بالطرق البدائية، يمتد النص على جبين صفحة وربع من مساحة السرد في مرأى (لويحظ وادي الموت والطمع) وكيفية الصيد الذي لا يهدد الغزلان بالانقراض، إذ يختفي البدوي عكس اتجاه الريح في دوزة يكمن بها... وهنا يبدأ النص الشعري الوصفي لعملية الصيد:(ويظل ينتظر الغزال/ عيناه خلف الشمس تتبع خطوها / وهي تميل على التلال/ صفراء شاحبة كأن بها اعتلال ) ... إلى وصف الصياد: (فيخبئ البدوي كيس التبغ/ يمسك حبله/ ويفيض من عينيه ضوء/ تتكسر الأنفاس بين ضلوعه ويكاد يخنقه السعال/ ... ويصف حامد حذر الغزال: (متوتراً حذراً وقد تلفع بالغروب/ عيناه واسعتان باحثتان في كل الجهات/ .... وهكذا يستمر بتهجده: ( فربما هطل الندى أو ناشه برد الشمال/... وحين تبتل العروق من الغزال/ ... يصحو على حبل صياده. ويتساءل عيال لا أفقه لِمَ التزم حامد فاضل بشعرية نصوص سرده، وهذا النوع من الكتابة يحتاج إلى قدر كبير من اللغة المتكاملة والوقت والعناء. فهل أراد أن يثبت جزالة معرفته، وعمق صياغة قصصه، أو تفرده بنوع كتابته وسبله، أو تحدي مجايليه الكُتاب على الاتيان بما يعجز الآخرين؟ ص187 أما المبحث الثالث من الفصل الثاني فقد خصصه عيال إلى السلطة في أدب حامد فاضل، وهو يعرّف السلطة الصحراوية بأنها تتكون من عدة سلطات متداخلة، السلطة/ الاجتماعية/ السياسية/ المالية/ الدينية/ فالعرب عبر تاريخ تكوين الدول والإمارات والممالك. برزت السلطة الاجتماعية لتؤسس لنواة حكومة، كإمارة قبلية ثم تحولت ثم تحولت إلى حكومات ودول، فتولى رئيس العشيرة انطلاقاً من العائلة رئاسة المجموعة ، ومنح نفسه صلاحيات كثيرة ومتنوعة ومد سلطانه ليتوسع على حساب العشائر، ومن ثم القبائل، وهكذا...ص190 ولإجمال ما يمكن اجماله في تكوين السلطة، يجتزئ عيال نصاً شعرياً من مرأى (ماء العيون ونار القصور) (ودار عليها كيس التتن/ فصار الفريج أساس الوطن/ وصار الرجال أصل القبيلة/ ومن القبيلة جاء الشعب/ ومن الشعب جاء الأمير/ ونما الأمير فصار الملك/ وللملك عرش/ وللعرش قصر/ وللقصر سارية من لهب/ وتوقد حين تداهم أسواره بالخيول/ وحين تبصر راية النار باقي القصور/ يشعل كل قصر على سطحه ناره/ ومن رسائل النار يعرف أهل تلك القصور/ إنِّ ثمة خطر قادم/ يخبر عنه بريد اللهب/)