وصف الكتاب:
في عام 2010 تنضم مانوليا كعضو في لجنة أبحاث الجينزا لتعمل مترجمة للوثائق والمخطوطات الهامة والنادرة التي دفنها اليهود في مقابرهم منذ قرون طويلة، والتي تكشف الكثير عن حياة اليهود وثقافتهم ومخططاتهم. كان من الممكن أن تكون هذه التجربة، تجربة عادية في حياة الأرملة الشابة كباقي أعضاء اللجنة، ولكن يشاء القدر أن تكون واحدة من أغرب التجارب التي قد يعيشها إنسان، والتي من الممكن أن تصل به للجنون أو الموت. في عام 1949 يقرر عزرا كوهين كتابة فصول مهمة من حياته. لم تكن كتابة المذكرات تشغل تفكير عزرا ولكنه في هذا المعتقل الذي وصفه قائلاً (هذه المساحة الصغيرة جداً من العالم والمنفصلة عن كل شيء استطاعت أن تفعل ما لم يستطع العالم الواسع أن يفعله) وجد أن ما صنعه في حياته يستحق أن يدوّن، فقد كان واحداً من أهم أعضاء الحركة الصهيونية في الشرق الأوسط. يحكي عزرا بالتفصيل عن نشأة حركة إخوان صهيون وكيف أصبحت خلال سنوات قليلة واحدة من أهم الحركات الصهيونية التي كانت سبباً رئيسياً في احتلال فلسطين. لم يتوقف نشاط عزرا بعد حرب 1948 من أجل تحقيق الحلم الصهيوني ولكنه استمر إلى ما بعد ذلك حتى ظهرت في حياته مديحة مجففة كؤوس الشمبانيا في القصر الملكي، وعندها فقط انقلبت حياته رأسا على عقب !!؟ في عام 1165 حطت السفينة القادمة من مدينة عكا بميناء الإسكندرية تحمل على متنها الحكيم والفيلسوف موسي بن ميمون. كانت وجهته الأخيرة هي الفسطاط بعد أن ركض فراراً مع عائلته من الاضطهاد الديني لليهود بالأندلس إلى عدة بلدان. وفي مدينة الفسطاط استطاع موسى أن يكون واحدا من أكبر وأشهر الأطباء والفلاسفة في العالم العربي والغربي، كانت مؤلفاته تترجم لجميع اللغات وأصبح طلاب العلم والمعرفة من جميع أنحاء العالم يتوافدون على مجلسه العلمي، وبالرغم من ذلك، لقي هو وأعماله الكثير من التشويه والتلفيق والكراهية من بني جلدته أنفسهم، فهل كان السبب في ذلك تأثره بالفلاسفة المسلمين وهو التأثر الذي ظهر بقوة في العديد من مؤلفاته وخاصة عمله الأهم (دلالة الحائرين)، ويا ترى ما السر وراء اختفاء المخطوطة الأصلية من مكتبة معبد موسى بن ميمون بعد وفاته؟ تدور أحداث رواية ( قطار الليل إلى تل أبيب) حول ثلاثة محاور رئيسية. ربما لا تربط بينها علاقة مباشرة إلا أنها مرتبطة بعضها ببعض، بشكل أو بأخر من خلال علاقات متشعبة وأحداث متداخلة وجذور ممتدة. كل ذلك يثير أسئلة تجيب الرواية عن بعضها بينما يظل الآخر مفتوحاً على حقائق لم يتم الحسم بشأنها حتى الآن، وربما لن يتم.