وصف الكتاب:
في مجموعته القصصية "الفهرست وقصص أخرى" تيجه "ماجد الثبيتي نحو فضاءً روائياً جديداً يذهب في أغلب نصوصه إلى منطقة ملتبسة في التعبير، منطقة سردية تتصف بالتكثيف المجازي تارة، وبالسرد السحري المفارق للواقع تارة أخرى، وبالتجريب الدَال أحياناً أخرى. وهذه المنطقة السردية أقرب ما تكون إلى فضاء النص المفتوح أكثر منه إلى السرد القصصي فقط. هذا الالتباس يعطي لنصوص المجموعة فرادتها وتميزها فالنصوص: عائم، وخرز، وقياسات طويلة، ويخون المتضمنة في المجموعة؛ هي نصوص سردية مفتوحة على الإيحاءات... وكونها كذلك فهي تستثمر طاقات السدر شعرياً وتخصب به رؤاها. فالرأس المقطوع العائم المتصل بحبل في سقف الغرفة هو السارد –في نص عائم- وحينما يصف رأسه فهو يحول رعب المشهد إلى جماليات سردية، وكأن السارد هنا يصف تحفة فنية مصنوعة باتقان "رأسي المقطوع بعناية شديدة، بدقة حرفية عالية... من الرقبة بالضبط حيث لا دماء متخثرة هنا أو أجزاء غير مستوية وقطع لحمية زائدة هناك... معلق في سقف الغرفة بواسطة حبل من الليف كأنه مصباح... الرأس المقطوع بعناية حقيقية... يتأرجح خفيفاً في الهواء... كل ما يشعر به عدا الهواء الخفيف والبارد الذي يؤرجحه هو الخوف، الخوف من أن يسقط على الأرض، وينكسر المصباح!". وهكذا يتيح الكاتب للغة السردية أن تعرض رؤية متعددة الدلالات قائمة على مبدأ التناقض بين بشاعة المشهد من جهة، وجمال السرد الشعري من جهة أخرى، وعلى هذا الخط تسير بقية نصوص المجموعة...