وصف الكتاب:
الناس كي تنتشر شيئا فشيئا بفضل الحكواتيين المحترفين والتلقائيين بخيالهم الواسع ولسانهم الطليق. أما المعيار الثاني فتمثّل في وجود عدة مستويات للقصة أي ألا تكون سطحية، وأن تكون مناسبة لعدة أجيال. ورغم بعض الخلاف على حكايتين أو ثلاث من بينها، إلا أننا نعتقد بأن هذه الحكايات تقدم طيفا متنوعا من القصص الجميلة والملهمة، كل بطريقتها. ومع أننا اخترنا ان نحفظ هذه الحكايات في صفحات هذا الكتاب، إلا أننا نؤمن بأن الحكاية الشعبية لا تحيا إلا من خلال القوة الإبداعية للحكواتيين الذين يسافرون بها من مكان لآخر في عروضهم المباشرة. ونعتبر أن للناس مطلق الحرية في رواية هذه القصص ومواءمتها لسياقهم الخاص، واستخدام اللغة واللهجة التي يفضلون، بحيث يكون مقياس نجاح هذه الحكايات في قدرتها على جذب الحكواتيين الذين، بدورهم، سوف ينقلونها إلى المستمعين. وتتمثل الرسالة الرئيسية التي يحملها هذا الكتاب للقراء والمستمعين أن اللاجئين بشكل عام، واللاجئين السوريين بشكل خاص، يمتلكون إرثا غنيا ويشكلون كنزا من المعرفة والخبرة والحضارة يستحقون عليه كل التقدير والاحترام. وتكتسب هذه الرسالة أهمية مضاعفة في سياق ارتفاع وتيرة العنصرية والتمييز ضد اللاجئين في العالم العربي وأوروبا، إذ لا يمكن مقاومة الدعاية المغرضة التي تقول بأن اللاجئين يسرقون الوظائف والموارد والفرص من المواطنين سوى من خلال نشر مثل هذه القصص والحكايات التي تحمل الكثير من الغنى والمعاني والحياة وتؤكد على أن اللاجئين يمكن أن يشكّلوا إضافة نوعية للمجتمعات المستضيفة وليس العكس. ينطلق هذا المشروع من اللاجئين والنازحين ويعود إليهم: فهم من تكرموا وقدموا لنا هذه الحكايات التي تعجبهم و/أو يذكرونها، واختار الحكواتيون منها هذه الحكايات التي اعتبروا أنها ذات مغزى في سياق معاصر، وعمل الكتاب/المحررون على تدقيقها وتمتين النصوص وتحويلها إلى نسخة بالفصحى لكي يتمكن الجميع من قراءتها باللغة العربية، وأخرى بالعامية لمن يرغب بروايتها بلهجة قريبة من لهجتها الأصلية، بالإضافة إلى ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية لكي يقرأها العالم. ويترافق نشر هذا الكتاب مع عروض تروي بعض قصصه على أمل أن تجد مكاناً لها في عقول وقلوب الشّباب والأطفال السّوريّين، والمجتمعات المستضيفة لهم في المنطقة العربيّة، وفي كلّ أنحاء العالم. فنحن في نهاية المطاف نتكوّن من حكايات، وبفقدانها نخاطر بضياع إنسانيّتنا وهويّتنا.