وصف الكتاب:
ستكشف تغريد عبد العال مشاعر الوحدة، وحراكها العميق داخل الإنسان، وكذلك التعب من الدرب الطويل، والنوستاليجا لأيام الطفولة، واسترجاع الصورة المسبقة عن الحياة، إضافة إلى المقارنة بينها وبين الصورة الحالية. وتؤثر عبد العال على طول مسارها الشعري، البحث عن أسرار الأشياء، ومادة تكوينها الأولى، فالخيط في النسيج في سياق قصيدتها، هو الأصل في اللون والملمس والبناء، إنها طريقة فلسفية في إعادة الأشياء إلى أصولها، وكأن شعرها ميثولوجي الوظيفة، باحث دائم عن السبب في حال الشيء الآني، وتاريخ تطوره، وقصته، ولعبته المستمرة مع الحياة. ماكرون: فرنسا لن تتنازل أمام "الإرهاب الإسلامي" قمة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أثناء زيارة بايدن لأوروبا وفي الجانب البنائي، تميل الشاعرة إلى عدم التقيد بشكل فني ثابت خلال مجموعتها، وتفتح الباب على مصراعيه لالتقاط ثيمة جديدة لكتابة الشعر، فبدا التنوع ما بين الومضة والقصيدة القصيرة على شكل جمل مكثفة، وقصيدة مصفوفة على شكل نثري، ومقاطع موزعة ومفصولة بأشكال نجمات، تعطي دلالة القصيدة الواحدة، من خلال وحدة الموضوع. توسيع المشهد أما الصور عند عبد العال فهي غير تقليدية، تحمل براءة اختراعها، باحتمالات متعددة في التأويل، عدا عن أنها مسنودة بلغة غير متصلبة، بمفردات قريبة، لكنها موظفة بشكل يدلل على إتقان صنعة الشعر. وتشغل عبد العال صورتها الشعرية بالمزيد من العناصر النابضة، التي تحرك المعنى باستمرار، وتعطي احتمالات جديدة لمدلولات، تخفيها الصورة الشعرية خلفها. فعميلة التوسيع هذه التي تمنحها الشاعرة للمشهد الفني المنبثق من الكلمات، هي أدوات مكتسبة عدا عن الموهبة، مثل أن تدمج بين الطبيعة والإنسان في صورة، فهذا مشهد مليء بالتأويل، لو أجاد الشاعر التقاط الصورة، تكتب عبد العال: ”الصخور/ لا تدرك أنك تجلس وحيدا/وأنت تنظر إليها“. تلقيح وفي جانب الهوية الشعرية، تبدو الشاعرة وكأنها العالم، يكتب عن نفسه، فالأنا داخل نصها منبثقة من الطبيعة والأشياء، وقصيدتها تقوم على التأمل والتلقح بغبار الأشياء، لعكس معناها، واستكشاف سبب وجودها أو رحيلها: ”أمر على المشاهد/أسردها لك من جديد/فلا تعود هي/بل تلك المتعبة من النظر“. كما تقول الشاعرة: ”الصور التي عثرنا عليها في المجاز واكتشفنا أنها ليست لنا كلها تحاصرنا الآن بالدموع، هكذا نتأكد جميعا أن الحزن أيضا عثرنا عليه يوما في تلك الصورة“. مشهد متعدد الصور ويقوم شعر تغريد عبد العال على الصورة المركبة، التي تنقل العين من مشهد متعدد الصور إلى آخر، فضلا عن المفاهيم الوجودية في نصها، التي ترفع من قيمة النص الفنية والفكرية. فمثلا حين تتناول الألم، فإنها تجسد وجوده من خلال تفنيد الحركة والضوء والصوت والسكون، وهي أدوات أكسبتها للشيء الحسي، فزاد مدلول وجوده في القصيدة، ورفع من قيمة الصورة الفنية. تكتب الشاعرة في قصيدة ”الألم“: ”لم تعرفه العيون حتى الفرح ظنه حيوانا أليفا سيذهب إلى الخيط المتدلي من الليل ويلعب به قليلا أو يخرج من الخزانة ويعبث بأغراضك لكنه عندما أتى لم تتعرف عليه جيدا كنت مشغولا بالقفز مثل حيوان أليف. على القماشة الصغيرة التي أحاكتها نظراتك كان الألم أيضا يلون خيوطها، الآن وأنت تمسكينها ماذا ترين سوى بيت الفراشة التي لم تعد هنا“. عبث ولعب وتقوم شعرية الشاعرة في هذه المجموعة، على العبث بالثابت، وتغيير الشكل، والتحريك المضمون، لتخليق حالة الحداثة الدائمة في الصورة أمام نظرة المرء، فالإضافة أو الحذف، وتغيير الزوايا، تعتبر مقتنيات الشاعر التي يحملها في جرابه، وهي التي حين يستخدمها، يجعل للعالم عرضا مختلفا، وهو متطلب ضروري لاستمرار عجلة الحياة والإنسان. وفي هذه القصيدة يمكن ملاحظة التغير المقصود بهدف كسب تشكيل آخر لمفهوم اللاجدوى في العالم: ”حفرةٌ عميقة في الخارج يجد فيها القلب عيناً صغيرة، يضع الأطفال عيناً أخرى ولا تكتمل الدمية“. "إرم"