وصف الكتاب:
"سيدة الأدب الرفيع والمهذَّب ؛ الشاعرة الكويتية " شمسة العنزي"، كتبت شعرا يُمثِّل قناعاتها الشخصية المتعددة في إنسانية المرأة ، وحرصت على الابتعاد عن الحشو ، وركَّزتْ على المضمون الذي حققته ببعدها عن الطلاسم ، وتحاورت في كلماتها بين الأنا و الأنا الآخر. انتقت كلمات رقعتها الشطرنجية بذكاء، وتلاعبت في أداء الحروف بمهارة وأناة، وأخذت َنفَسًا عميقا للتأمل في حَرَكتِها اللاحقة لتحقق التوازن لإنسانية المرأة الخرساء بشكل عام. لا تخلو قصائدها من دعم معنوي للقارئ، لَتفَرُّدِ أسلوبها المتطلع للعدالة، والمبنية على تتبع دورة الحياة، وتغير نظرة الأنا إلى ما يدور من حولها وإلى ذاتها، في مراجعة منطقية يمر بها أيًا كان، فأبدعتْ في وصف الانعكاسات المتعددة للأنا وتطورها الذي رأته في نفسها. فنجد أن القصائد تتناول ثيماتها الأساسية إنسانية المرأة وتفكرها في نفسها، وتعكس معاني تعدد الذات وتغيرها بعد عطاء متفان، بطريقة ممنهجة بحكمة تبدأ بالمبادرة 5 ومراجعة الذات والنفس وحوار الروح، من امرأة خرساء، تكلم نفسها، وتتفكر في الصور من حولها. وأحاطت الكاتبة الكويتية المبدعة " شمسة العنزي " معاني كلماتها بما تشعر به من حس مرهف وبوعيها الملموس ، وانعكاس أثر عمق معرفتها ، فتجلت بصمتها الشعرية المميزة و الخاصة بها. لا يمكن أن تتجاهل فلسفتها الحياتية الخاصة، والتي أنارت أفق المعاني، والتي تتلمسها من طريقة نظمها للكلمات ، فأودعتْ نصوصها الشعرية أفكارها السامية ومشاعرها لامرأة خرساء ألغت ذاتها وذابت بمحض إرادتها في كل ما حولها... وابتعدت عن فرديتها. َرتَّبتْ المعاني بوقعٍ نفسي مُريحٍ للقارئ؛ محاولةً الارتقاء إلى أداءٍ جميل، متطلعة إلى الانطلاق من قيود التراث المُعيقة مع حرصها على الحفاظ على الأصالة في أدائها، متطلعة للحرية والانطلاق نحو الإنسانية، متمسكة بجدائل القيم الإنسانية، ولكن ذاتها تنشطر على نفسها في صراعها بين ذات الإبداع وذات الانصهار في متطلبات المجتمع. 6 لقد تجلت الشاعرة في نتاجها الأدبي، بتوظيفها القوي لطاقة اللغة، وآلياتها وإجراءاتها الفنية والجمالية، ونجحت في جذب حس القارئ، بخلق توتر وفجوة في مشاعره، لتبعث الإحساس بكلماتها و تشوقه لقراءتها، وترقب النهاية، لامتلاكها تقنيات الحوار التي تلجأ إليها لتخاطب روح القارئ المتعطشة للحب والخير والأمن والعدل والسلام. وفي الخاتمة سألتْ الشاعرة " شمسة العنزي" لماذا نكتب؟ في صفحة (113) وأجابتْ بالكثير ، وهي دعوة مني للمرور على هذه الصفحة تحديدا ، لتكون تشخيصا لكل من يفكّر بالكتابة ، فهي حوار للأنا مع ذاتها... وإجابات تختصر الحياة في كلمات . هنيئا لك بهذه القدرة على الإنجاز الإبداعي ، متطلعين لإنتاجك المستقبلي ...فلا زال في جعبتك الكثير ، مع تمنياتي لك بالتوفيق . د . أمل علمي بورشك عضو اتحاد الكتاب وال