وصف الكتاب:
حن أنصار الحياة لا غير، رغم قسوتها الهائلة وندرة ابتسامها لنا.. الأستاذ فواز يُبحر عبر أوراقٍ لمشرده التائه.. ليأخذ بيدنا نحو ذلك المعلوم الموجع ولنعرف أن هذا الكتاب وثيقة حياة هائلة عنوانها الأكبر: الصمود. من الكتاب: " كل الأرصفة ملكي... الشوارع موطني... البحث عن عمل موئلي، كل ميتم ودار رعاية اجتماعية ملجأي ومدرستي وأهم جامعة لي هي الرصيف مقر سفارتي التي أطمح أن أصل إليها تلك التي شغلها مندوب كلف من أحد آلهة الزمن الذي بسط القدر رخياً لكل أصحاب الرغبات والسَّواح القاصدين نعمة فردوسهم في الفنادق الضخمة والشقق المفروشة وكل الأماكن التي تستقبل نزلاءها من ملوك الشهوات الذين تجذبهم طيوف مباهج الإغراءات ولذاذة الصفقات كما الأحضان الدافئة التي يفور منها نبع الغرائز البدائية التي يتوالد منها سكان الأقفاص الذهبية والمخلوقات التي يسترعي اهتمامها التجاذبات والتجارب التي تجريها الاختبارات الميدانية على الضعفاء، وتؤكد نتائج تجاربها المذهلة على القطعان السائبة التي تعيش حالات البطالة والإفلاس والخوف مع الاستتار بالمألوف ونتائج الحقد والكراهية، واليأس والمذلة، نعم هكذا تتعاقب الأيام كما هي التواريخ المهجورة لمن ينتمون إلى الاصطفافات التي تتحول من تعصب إلى عصبية ويتبادلون مناصبها السادة الذين يتربعون فوق هامات الرعايا بشجاعة فائقة كلية القدرة على توقيع صفقاتهم سراً بخلواتهم تحت رعاية من يساهمون بانتشار وباء التعالي ونفاق الرياء والتعصب وغلواء التكبر وبهاتة الزهو وبهير الشغف الذي يعلن فوزه الجبار علينا نحن عمال التراحيل وسكان الأرصفة وجيش العاطلين عن العمل يحصون أنفاسنا أحلامنا ورغباتنا حالات ذلنا وانكسارنا ويسوقون أرواحنا إلى نفق الترغيب والترهيب كي نختار عبوديتنا نعيش نعيم فراغنا ونتعلم كيف نجعل من هياكلنا سلالم طويلة نصعد إلى الفضاء بواسطتها أونمد شرايينا حبالاً كي تنقذنا من القاع قاع بؤسنا وفشلنا لحظتها كما نحن الآن نوقع مختارين على حالة نفينا وتنازلنا عن وجودنا...!!