وصف الكتاب:
ما يلفت الانتباه في هذه الرواية، التي نهض بها محمد العامري أنها تغرف من الشعر، وفن اللوحة، والسينما، والمسرح؛ فمن الشعر يتجلى وصف المكان المركزي للرواية، وهو قرية القليعات، التي تقع في غور الأردن، أخفض نقطة في العالم، ببيوتها الطينية المتشابهة، ومرتفعاتها، وشلالها، وحيواناتها، وحرارة طقسها، ومعاناة أهلها. ومن اللوحة تبدو الظلال، وهي تتماوج على مياه نهر الأردن، والألوان وهي تعكس بهجة الحياة على الأعشاب والنباتات البرية، التي تتناثر على قمم الجبال، وحفاف النهر. ومن السينما تظهر تلك اللقطات المختارة لحيوانات القرية، وطرقاتها وأزقتها الضيقة. وفي المسرح تبدو حركة الناس وحواراتهم في مقهى القرية، وأمام دكان أبي هاشم . بل إن شباك أم علي ما هو إلا شرفة تطل منه على مسرح القرية، فترى " الرايح والجاي" من السكان. لقد ارتأى محمد العامري، وربما دون قصد، أن يجر معه، ضمن إطار من القروية الرومانسية إلى عالم الرواية عوالم الصورة، التي تتجمع في كل فن من تلك الفنون التي برع فيها، وبخاصة الشعر والرسم. لقد تجلت في رواية "شباك أم علي" معالم القرية: المياه والحيوان والجماد والإنسان، كما سمت فيها علاقات الحب والألفة بين الناس. وقد اغتنى عالمها الروائي بشخصيات قروية استقبلت التغير بهدوء، أي دون أن يؤثر تأثيرًا كبيرًا في قيمها وبراءتها، وبلغة متعالية، حملت وجهات نظر متعددة، بتعدد الشخصيات في الرواية، فبدت كل شخصية وهي تحكي حكايتها بضمير المتكلم تارة وبضمير الغائب تارة أخرى، دون أن تخرج هذه التحولات في ضمائر الحكي عن إطار تلك القروية الرومانسية، التي اعتمدتها الرواية في بناء عالمها الحكائي. د. محمد عبدالله القواسمة