وصف الكتاب:
ولعلّ الأدب الصّوفيّ قد وجد في هذا الفنّ ما يُمكّنه من التّعبير عن أفكاره ورُؤاه التي لم تكن الثّقافة العاديّة التّقليديّة قادرةً على التّعبير عنه، بسبب المجال الرّوحيّ الفسيح الذي تروده، وانبنائها على الذّوق والحال والوجدان. فكان أن لجأت إلى هذه الأداة الفنّيّة لتفسير ما يخوضه المُريد من تجارب، وما يعيشه من مُعاناة ووجدٍ و" ترحال"، طمعًا في بلوغ ما يصبو إليه من اتحاد وحلولٍ وما يرنو إليه من حقائق. ولقد أصابت الباحثة في اختيارها موضوع الحكاية الرّمزيّة الصّوفيّة في القرنيْن السّادس والسّابع الهجريّيْن وتركيز بحثها على دراسة خصائصها الفنّيّة ودلالاتها الفكريّة. ذلك أنّ تأثير الأدب الفارسيّ في الأدب العربيّ كان كبيرًا، إذ غذّاه بما لا يُحصى من الآثار الفنّيّة الخالدة التي تركت آثارها جليّةً في أدبنا القديم، ووجّهته نحو مجالات طريفة لم يكن له أن يرتادها لولاه. ومن أهمّ المجالات فنّ الحكايتيْن المثَليّة والرّمزيّة. وقد اختارت لذلك ثلاثة من الآثار الأدبيّة اللاّمعة للسّهروردي وفريد الدّين العطّار. فخاضت في بنيتيْها الخارجيّة والدّاخليّة؛ وتوقّفت عند أهمّ خصائص السّرد والشّخصيّات واللّغة والرّموز. كما نظرت في الثّابت والمُتحوّل فيها قبل أن تنظر في دلالات الحكايات الفكريّة وعناوينها الكبرى من جمالٍ وعشقٍ وعرفان. د. عبد العزيز شبيل ___________________________________________