وصف الكتاب:
قرَّرتُ يومها أنْ أبيتَ في منزلي دونَ أنْ أكترثَ لتلكَ الأعراض والنَّوباتِ حتى لا أصيب من حولي بالجزع والهلع، فاللهُ وحدهُ العليمُ بحالِ مَنْ يهتمون لأمري، لو ذهبتُ وخضعتُ للفحوصاتِ والاختباراتِ وكانت الإصابةُ بالمرضِ من نصيبي، وعلى ذلك عزمتُ على تركِ الذِّهاب للمستشفى، لكن ما طلعتْ عليَّ شمسُ يوم الثُّلاثاء إلا وكان القَدَر قد كتبَ لي حكايةً أخرى من حكايات حياتي، فلا أعرفُ هل طوى الليلُ النَّهار؟ أم أنَّ النَّهارَ هو مَنْ طوى الليل؟ لكني بعدها عزمتُ أمري، واستعنتُ بربي وهو خيرُ معينٍ، وتوجهت لمستشفى مبارك، وهناك طرقتُ بآلام صدري باباً كنت قد هجرته من سنين طويلةٍ، نعم قد طرقتُ بابَ الرجاءِ من رحمنِ الأرض والسَّماء بأن يجعلَ العواقبَ تأتي بكلِّ مفرح وخير، ومرَّتِ السَّاعةُ تلو السَّاعة حتى أخبرني ذلك الطبيبُ ذو الشَّيبة الوقور أنَّ المحصلةَ أننا نشتبهُ في إصابتك بفيروس كورونا، وسنقومُ بأخذِ (المسْحة من الأنفِ) حتى نقومَ باختبارها وفحصِها ثم سيأتيك رسولٌ منَّا بالخبرِ اليقين.