وصف الكتاب:
لم تكن القيادة في يوم من الأيام أمرا سهل المنال ولا كان تأثيرها محدودا، بل ربما كانت هي اللاعب الرئيس في تغيير مجرى الأحداث من خلال مواجهة التحديات في جميع المستويات وفي جميع الظروف ثم تفرض إرادتها في النهاية على سير الأحداث، ولأن تأثيرها كان مباشرًا فقد كان على القائد أن يكون مؤثرا من خلال مخاطبة الجماهير مباشرة أو في دوره في أرض المعركة، ولأهمية كل ذلك فقد حفظ لنا التاريخ أشهر الخطب والمواقف العسكرية في الماضي والتي تدل على قوة تأثيرها في ذلك الحين، يحدثنا التاريخ منذ مئات السنين عن خطبة زياد بن أبيه وكذلك يحدثنا اليوم عن خطبة تشرشل الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية، وكما يحدثنا التاريخ عن سرعة بديهة خالد بن الوليد رضي الله في غزوة مؤتة وكيف استطاع انقاذ الجيش الإسلامي من الهزيمة الساحقة أمام جيش يفوقه عشرات المرات فإنه لا يزال يحدثنا اليوم عن تأثير مونتغمري وباتون وغيرهما من القادة الكبار في إيقاف زحف النازيين ثم الانتصار عليهم في نهاية المطاف، واليوم نتساءل هل تغير شيء من ذلك؟ هل أصبح القائد بعيدًا عن الجمهور أم لا زالت صورته في جوهرها كما كانت في الماضي؟