وصف الكتاب:
في هذا الكتاب منزع يحيلني إذا شئت إلى استعارة رمزية كعب آخيل. هذا المصطلح اللافت يتضمن فعل محو هو قرين الانكشاف وربما التدمير في مواجهة الحقيقة المعرفية. فـ”ليس الخبر كالمعاينة ولا الظن كاليقين” على حد تعبير عبدالقاهر الجرجاني. والحال أن المفهوم المتضمن في كعب آخيل، المجاز الذي أستعمله عنواناً لهذا الكتاب، شاع منذ أن أشار إليه الشاعر والناقد كولردج بقوله في عام 1810: "إيرلندا الكعب غير الحصين، كعب آخيل البريطاني"، هذا المجاز يتيح لنا فرصة تظهير فسحة افتراضية تجيز، بحثا عن يقين، إحلال النقد المعرفي محل النقد الأدبي: النقد تأويل والنقض برهان. يبقى أن أشير إلى أن آخيل كان مقاتلا أسطوريا احتل الموقع المركزي في الحرب الطروادية. وكانت أمه كما تبين الملحمة الهوميرية قد غطسته في نهر أسطقس (Styx) نهر الجحيم لدى الإغريق، عندما كان رضيعا. وهذا ما جعله منيعا يتعذر إيذاؤه والنيل منه مالم يُصَب كعبه الذي لم يغطس في النهر. وعندما أخبر الإله أبولو عدوه باريس بنقطة الضعف هذه، المفضية إلى الموت، صوَّب الأخير سهما إلى كعب آخيل فأرداه قتيلا.