وصف الكتاب:
حققت العديد من دول العالم التي اتجهت حديثاً الى التصنيع كوسيلة لتطوير مستويات التنمية المكانية تجارب تنموية متميزة من حيث النتائج أو الآثار التنموية ومن حيث المدة الزمنية القياسية التي مرت بها تلك التجارب. واستطاعت بعض هذه التجارب التنموية ان تقطع شوطاً كبيراً وتحقق مستويات تنموية متميزة وبشكل مستديم على المستوى العالمي نتيجة اعتماد التخطيط الصناعي السليم مع وجود سياسات تنموية اقتصادية دقيقة ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية فضلاً عن وجود ارادة حقيقية للقائمين على عملية التنمية كتجربة التنمية الصناعية في ماليزيا ودولة كوريا الجنوبية، وبعض التجارب التنموية رغم توافر لها الامكانيات الكبيرة لكنها لا زالت تسير ببطء وحققت نتائج تنموية بمستوى اقل مما حققته ماليزيا وكوريا الجنوبية كما في تجربة التصنيع في المملكة العربية السعودية. في حين نجد ان تجارب أخرى رغم بدايتها السليمة وفق خطط اقتصادية دقيقة ساعدتها على تحقيق بعض المكاسب التنموية خلال مراحل زمنية معينة لكنها تعرضت للتراجع الكبير ثم شبه الانهيار التام للتصنيع كما حصل بالنسبة لتجربة التنمية الصناعية في العراق جاءت هذه الكتاب لتسلط الضوء وفق رؤية اقتصادية – تنموية على أربعة تجارب تنموية في قارة أسيا في دول متباينة من حيث الامكانيات التنموية والنظام الاقتصادي السائد فضلاً عن تباينها من حيث ظروف الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني، لبيان البدايات التاريخية لكل تجربة وأهم مرتكزاتها التنموية والنتائج التنموية التي تحققت ومستوى التطور أو التراجع الذي شهدته تلك التجارب