وصف الكتاب:
;أنا منذ صغري أُحاسب بسبب هويّتي التي لم أخترها كجريمة لم أقترفها. مُنحت اسما لم أختره ومذهبا لم أتبعه يوما من الأيّام. أنا كذلك لم أنتق والدَيَّ.. أنا لم أنتق شيئا بل قدري هو الذي رسم خريطة حياتي. بهدوء، سحب محمّد نفسا طويلا قبل أن يقول بلسان ثقيل: كنت مقهورا وعبثا أبحث عن الخلاص، فقرّرت أن أكذب كذبة صغيرة واعتقدت أنّني حللت مشكلتي وصرت أواجه الناس بلا خوف، وبلا خجل. ولكنّ الكذبة كبرت وثبتت في ذهني إلى حدّ أنّني صرت، أنا نفسي، أعيش فيها. وها أنا اليوم أعيش بشخصَيْـن: شخص بوجه خارجي يعامل الناس كما يحبّون وكما يتوقّعون أن أعاملهم، وشخص آخر في قلبي يريد أن يتحرّر، أو يهرب إلى مكان خال من كلّ هذا الوهم.. هذا الكذب، وكلّ هذا الظلم. لا شيء يوقظ الكراهية في الإنسان مثل الظلم والإهانة. لقد تعلّق محمّد بأكثر انتماء له عرّضه للتجريح والرفض: اسمه ودينه. ولأنّه لم يفلح دائما في الدفاع عن نفسه، استطاع أن ينجح في إخفاء هذا الانتماء في أعماقه كغول قابع ينتظر ساعة الانتقام. غادة نمر بوعلوان أستاذة جامعيّة لبنانيّة مقيمة في الولايات المتّحدة. صدر لها سماء مليئة بالنجوم; وقصص من ألف ليلة وليلة ;أنا محمّد من الضاحية; هي روايتها الثانية.