وصف الكتاب:
تعد مؤسسات المعلومات من أهم المؤسسات الاجتماعية التي ساهمت على مر الحضارات المتعاقبة في حفظ وإتاحة موارد المعرفة المتعددة، فهي ذاكرة الآمم، ومرآة حضارتها التي تعكس حجم وقيمة تراثها العلمي والحضاري والآخلاقي والذي يمثل لبنة في جسد الحضارة الإنسانية، ولعل هذا ما جعلها دوما هدفا استراتيجيا للتدمير والتخريب أثناء فترات النزاع والاضطراب، وبات الحفاظ عليها وتوفير الحماية لها هاجسا يشغل المجتمع الدولي بأسره، خاصة بعدما تكبدت في الاونة الآخيرة دول عدة، وخاصة، في منطقة الشرق الآوسط خسائر جسيمة في إرثها الثقافي والحضاري بسبب النزاعات والاضطرابات التي انتكبت بها تلك الدول. في ضوء ما سبق فإن هذه الدراسة سعت لتناول أسباب استهداف مؤسسات المعلومات و رصد حجم الخسائر الذي طال تلك المؤسسات عبر التاريخ نتيجة للاضطرابات والنزاعات، والتعريف بماهية الممتلكات الثقافية في ضوء اتفاقية لاهاي 4591 م، كما تسعى لرصد وسائل الحماية الدولية والمحلية لمؤسسات المعلومات في فترات النزاع والاضطرابات في ضوء الاتفاقيات الدولية والتشريعات المحلية، مع استعراض الجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن، ولتحقيق أسلوبي التحليل ودراسة الحالة، ً أهداف الدراسة فإن الباحث سيعتمد على المنهج الوصفي متبعا مع عرض نموذجين واقعيين، الآول يتناول دار الكتب والوثائق ال وطنية العراقية وما تعرضت له إبان الغزو الآمريكي للعراق عام 3002 م. أما النموذج الثاني فيتناول المجمع العلمي المصري وما تعرض له من تخريب في عام 3044 م. خلال فترة الاضطرابات التي عاشتها مصر في تلك الفترة، مع استعراض الجهود والإجراءات الدولية والمحلية المبذولة ومدى جديتها وفاعليتها في كلتا الحالتين.