وصف الكتاب:
من العنوان "رعشات تحت لحاف بارد" يدرك القارئ انعدام الإحساس بالدفء الذي ينسحب على معظم الشخصيات، وهو إحساس ناجم عن فقدان القدرة على التمتع بالحياة بشكل طبيعي والتردي في مهاوي اليأس والقلق ما يجعل القص الروائي يقترب من أدب الاعترافات الذاتية الجريئة والمهذبة في آن والتي تعرض جوانباً من حيوات أشخاص تمثل نماذج حقيقية في المجتمع العربي. وتفعل ذلك الروائية من موقع الشاهد المراقب، فتروي حركة الشخصيات وعلاقتها بذاتها وبالآخرين وتتغلغل إلى عوالمها الداخلية تبحث بين أحلامها المتواضعة فلا تجد سوى الانكسارات والخيبات، ففي القصة الأولى"تأتأة" التي تفتتح بها الروائية المجموعة نقع على شخصية أمل المصابة بمرض "الرهاب الاجتماعي" الناجم عن صدامها مع الأهل والمجتمع. أما في "عرض خاص" نقع على امرأة تبحث عمن يشتري ذاكرتها ويهبها ذاكرة جديدة للخلاص من وجعها ذلك أن القدر اختارها لتفقد زوجها وطفلتها أمام عينها حينما اختطفهما الموت بلمح البصر في حادث مروري. وفي قصة "حين يكافئنا القدر" زوج يصارح زوجته أنه وقع في حب إحداهن ويريد الارتباط بها، لا بل يطلب منها وقبل شهرين من زفافه أن تكون مرافقته في رحلة لإجراء عملية تصغير معدة ليستعد لليلته الموعودة؛ فيكافأ القدر الزوجة بموته أثناء العملية و"كل هذا حدث في يومين!/ على الطائرة عدت أنا، وجثمانه، وقلبي!!/ عدت على عتبات الحياة مثقلة بالمسؤولية/ قلت لها: بل أن القدر يكافئك!".