وصف الكتاب:
المرض هو الجانب المظلم من الحياة. إنه مواطَنَة مرهقة وشاقة، فكل شخص ولد مواطناً في مملكة الأصحاء، وفي الوقت نفسه يُولد مواطناً أيضاً في مملكة المرضى. ومع أننا جميعاً نفضل أن نحمل جواز سفر مملكة العافية، فنحن مجبرون آجلاً أم عاجلاً على الأقل لفترةٍ من الزمن، أن نعد أنفسنا مواطنين في مملكة المرض. أريد أن أتكلم، ليس عن معنى الرحيل إلى مملكة المرض والعيش هناك، ولكن عن الأوهام العقابية أو العاطفية الملفقة عن المرض، وليس عن الانتقال مكانياً، بل عن نماذج لهذه الأوهام التي أخذت طابعاً أو صفاتٍ قومية. إن موضوعي ليس المرض نفسه، بل استعمالات المرض كاستعارة. موضوعي هو أن المرض ليس استعارة، وأن أصدق نظرةٍ إلى المرض، وأكثر الطرق صحةً في نظر الشخص المريض لمرضه، هي أن يتطهر منه، وأن يكون أشد الناس مقاومةً للتفكير البلاغي واستعمال الاستعارات. إلا أنه من الصعوبة بمكان النظر إلى السكن في مملكة المرض دون تحيُّزٍ، باستعمال الاستعارات التي وَصَفت المرض وصورته. إنني أكرس هذا التحقيق لشرح هذه الاستعارات وتفنيدها، وتحرير النظرة إلى المرض منها.