وصف الكتاب:
ما أظنه كان مخطئاً، ذلك الكاتب والروائي الإيطالي الجميل أسلوباً، ومقام قول: " إيتالو كالفينو"، وهو بصدد مفهوم محوريّ في الأدب، وأعني بذلك : التعددية، في كتابه ( ست وصايا للألفية القادمة- الترجمة العربية، ص 103)، وقد استشهد بقول نافذ لمواطنه الإيطالي الآخر، الروائي " كارلو إميليو جادا"، وهو يرسم الحدود المتعرجة والمتداخلة بين الكتابة والواقع ( أن تعرف هو أن تولج شيئاً ما فيما هو واقعي، ومن هنا أن تعرف هو أن تحرف الواقع). قياساً على هذا القول الآنف الذكر، يمكن تثبيت التالي: أن تعرف هو ضرورة ألا تعرف إلا بالطريقة التي تكون فيها خلاف ما يعرفه الآخرون، خلاف ما تراه أو تتلمسه وتتذوقه خارجاً... وربما كان الكاتب الأصيل، ليس سوى الذي يبحث عن الأصالة وهو يتقدم إلى الأمام، وهنا تكمن سلفيته، أو أصوليته، التي سرعان ما ينقض عليها، يخون عهده في كل كتابة، مثلما ينكث العهد مع كل وثيقة وعد بكتابة محكَمة، كما تُسمى، ليظل في حكم ما يكون أبداً، خلاف من يؤصل ذاته دفعة واحدة، نهائية، فيكون هو هو في كل كتابة، وتكون الكتابة مقبرة الأدب حقاً. أجدني إذاً حيث أسميها ( هنا)، افتراضاً، لأنني بصدد حركة المكان والزمان، وعلي أن ألتزم بوعد لا ينفَّذ، بالعصي على الإنجاز، حين التحدث عن كتابة يتوخى فيها الإبداع، تلحق بها مكانَها الخاص، وكذلك زمانها الخاص، أو مجتمعها الخاص. ___________________________________________