وصف الكتاب:
ظننت أن غياب منصور هو آخِر خساراتي، لكنني بدأت في خسارة نفسي أيضًا، اللعنة على كل شيء، اتصلتْ هدى مرة أخرى ولم أجِب، وجدت منها رسالة على الواتس تؤكد أنها في الطريق إليّ، بالفعل وصلتْ بعد دقائقَ إلى منزلي، بل منزل منصور الذي تركه لي قبل الرحيل، ضمتني بشدة إليها وبكت، بينما أنا لم أبكِ، بكيت بالأمس كثيرًا بعد تأمل صوري مع منصور، واسترجاع حياتي معه يومًا بيوم، بل لحظةً بلحظة، لا بدّ أن هذا الضغط النفسي هو ما أفقدني صوتي، لا أعرف هل هناك علاج لحالتي؟ لكنني أعرف أنه ليس له أهمية، صوتي غير مهِم، وأنا ذاتي لا معني لي أو فائدة، بقايا مشروع امرأة تَهدّم قبل إنشائه، وضَع منصور طوباته الأولى ثم تركني خرابًا. جلستْ هدى على الكنبة، بدت متوترة وتقضم أظافرها بغضبٍ أكثر من السابق، طلبتْ هاتفي، وأمسكت به، اتصلت بالدليل وسألت عن طبيب عصبية ونفسية، وسجلت الرقم بأسىً ملحوظ، كانت لا تستلطف منصور، ومتأكدة أنها تكرهه الآن لأقصى حد.