وصف الكتاب:
لماذا عليك أن تتقن هذا الفن؟ إن المتأمل لفلسفة الحياة يلاحظ أنّ كونك مع الحق، لا يكفي لنصرته، وصحة أفكارك عاجزة عن تأكيد نفسها.. وفي ظل استغلال الكثيرين من أنصار الباطل اليوم وسائل التأثير القوية، وعلى رأسها الإعلام، توجب على كل صاحب حق، أن يقوي مناعته الفكرية، وأن يبحث هو الآخر عن أساليب تمنحه القوة لنصرة الحق.. تأملت في الموضوع، فوجدت أن أقوى الأسلحة هو إتقان فن الحوار والتأثير في الآخر، لأنه -وقد تتعجب من قولي- أقوى تأثيرا من أي طريقة أخرى.. قد تقول: كيف؟ فأقول:لأنه يؤثر على جميع مستويات الاتصال، المباشر وغير المباشر، فعندما تشاهد التلفاز مثلا، فأنت في حوار مع من يتحدث، وبتمكنك من هذا الفن ستكون قادرا على تصفية المغالطات التي تسمعها وتحليلها بطريقة أكثر صحة ومنطقية.. وفي الحوارات اليومية مع الآخرين، ستملك القدرة على نصرة الحق الذي معك، ودفع الناس إلى الإيمان به.. حتى لو ضيقنا الحيز أكثر، مع أصدقائك وزوجتك، ستكون أكثر قدرة على إدارة الحوار، والتفاعل الجيد مع الحالة النفسية والانفعالية لكل منهم.. “و ينهمك العديد من علماء النفس في إجراء البحوث لتحديد أي المداخل، إن وجدت، هي الفعالة في تغيير الاتجاهات من خلال التحويل. وتشير النتائج حتى الآن إلى أنه يحتمل أن تحول الاتجاهات الجديدة بالاتصالات وجها لوجه، ومناقشة الجماعة أكثر من تحولها خلال المحاضرات الشخصية أو وسائل الاتصال الجماهيرية” (ويليم لامبرت وآخرون- علم النفس الاجتماعي) من زاوية أخرى، نحن ندعو إلى الحرية الفكرية وحرية الإعلام، ورغم أهمية تنوع الأفكار،فإن هذه المرحلة تتطلب قدرا معينا من المناعة الثقافية.. فالحرية الفكرية في مجتمع ضعيف الفكر والثقافة يجعله يتيه بين مختلف المفاهيم والآراء، تختلط عليه السبل، ويظل بذلك عن جادة طريق التنمية.. باختصار، تمكّنك من فن التأثير وقيادة الحوار، يجعلك تدير حياتك بشكل أفضل، وتنصر أفكارك الصحيحة، وتحسّن صورتك، ويزيد من مناعتك في مواجهة الطرق التي يستعملها أصحاب الباطل في التأثير على العقول.. كل هذا سيعزز ثقتك بنفسك.. وستكون قادرا على أن تكون فردا نافعا، حتى وسط أمواج الأفكار التي تفرضها العولمة والحرية الفكرية.. فعلا، هو فن أكثر من ضروري لكل إنسان.. “فلنتحرر من المعتقدات “الساذجة“ حول سيكولوجية الآخرين التي نستخدمها في حياتنا اليومية” من دعوات عالم النفس “بالدوين”