وصف الكتاب:
إنّ دراسة الأسرة في علم الاجتماع، يعد من أكثر الموضوعات التي نالت اهتمام أغلب الباحثين به، حتى أنّه يوجد تخصص اسمه علم الاجتماع العائلي، خصص لدراسة كل ما يتعلّق بالعائلة، وقد عبّر كثيرون من الباحثين عن المكان الهام الذي تشغله الأسرة كنواة حقيقية فاعلة في المجتمع بطرق متعددة، وكنسق تكوّن نتيجة استجابته لمجموعة من القيم التي يحاك بواسطتها الطابع الاجتماعي للأفراد، حتى أنّ أحد تعريفات علم الاجتماع في وقت مضى، كانت تجعل من الأسرة الموضوع الرئيسي لهذا العلم، من منطلق أنه إذا كانت روابط هذه المؤسسة واهنة كانت علاقات المجتمع كذلك، والأبحاث حول مسألة التنظيم الأسري، وحتى مجال الأسرة القديمة في المجتمعات البدائية كانت كثيرة جدا، الأمر الذي مكّن علم الاجتماع من أن يطوِّر الدِّراسة العلمية لهذا الجانب الهام من موضوعاته المتعددة. في كتابنا هذا سنحاول تسليط الضوء على جانب من جوانب موضوع الأسرة، مركزين على العائلة الجزائرية من حيث العلاقات والخصائص والأنماط. بناء على قاعدة معرفية لبعض الدراسات حول العائلة الجزائرية علاقتها بالمجتمع العربي، حاولنا أن نبني من خلالها منطلق بحثي لا يدعي الاطلاقية في حقائقه، وإنما مجرد محاولة منا في تسليط الضوء على جانب من جوانب عميقة ومتشعبة حول موضوع العائلة بصفة عامة والعائلة الجزائرية بصفة خاصة؛ لاسيما ما تعلّق منها بجانب العلاقات، الخصائص فالتغير. يحتوي الكتاب على ثلاثة فصول، يتحدث الفصل الأول من الكتاب عن “ماهية النسق الأسري”، أما الفصل الثاني فيتناول “العائلة الجزائرية بين الخصائص والعلاقات”، في حين خُصص الفصل الثالث لــ”تطور العائلة الجزائرية: من العائلة التقليدية إلى الحديثة“. يبقى الكتاب مجرد صورة بسيطة عن العائلة الجزائرية، ولسنا ندعي معرفتنا بكل ما تعرضت له عبر التاريخ، ليبقى الكتاب مجرد محاولة معرفية لإضاءة جزء من هذا الموضوع، الذي تتداخل فيه العديد من التخصصات، متمنين أن ينال عملنا المتواضع قبول وانتفاع القارئ الكريم.