وصف الكتاب:
يعتبر التفكير عملية أساسية من عمليات السلوك الذي يتسم بالذكاء فهو يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى، وبه يتمكن الإنسان من تعديل سلوكه بما يتفق مع ظروف الحياة التي يوجد فيها،فهو ارقي العمليات العقلية والنفسية. واذا كانت الثورة المعلوماتية والتكنولوجية أساسها العقل فانه من الأفضل ان تهدف هذه الثورة إلى تطوير التعليم الذي يؤدي إلى تطوير عقول قادرة على التفكير وتستطيع استخدام قدراتها العقلية،ومن هنا كان الهدف الأساسي للسياسة التعليمية هو الاهتمام بإعداد جيل وتدريبه على التفكير بدلا من الاقتصار على الحفظ والتلقين وإكسابهم مهارات التفكير.وتعويد الطلاب على التفكير السليم والقدرة على إعطاء تفسير للحلول التي توصلوا إليه، وتشجيع الطلاب على الوصول للتعميمات والنظريات والقواعد والمسلمات بأنفسهم بطريقة الاكتشاف،وتنويع أساليب التدريس المستخدمة لتحقيق الأهداف المرجوة وتعويد الطلاب على البناء على أفكار الآخرين وتطويرها،والتأكيد على التعلم الذاتي والتعلم بالاكتشاف وتوظيف حل المشكلات ابتكارياً في كل أجزاء المنهج، والعمل على زيادة التحصيل الدراسي للطلاب من خلال ممارسة الأنشطة الابتكارية،ومناقشة مدى جودة الأفكار )الحلول( المطروحة أثناء الدروس. ولكي تتمكن التربية من تنمية القدرات العقلية لدى المتعلمين علينا إن ننمي لديهم القدرة على كيف يفكرون، وكيف يصلون إلى حل المشكلات التي تواجههم،لأنه بهذه الطريقة نساعدهم على رسم مخطط واضح لمسار تفكيرهم مما يسهل عليهم عملية التعلم بكفاءة عالية، ولدلك تركز البحوث الحديثة على ما يسمى بما وراء المعرفة، والتي تتمثل في وعي المتعلم بالعمليات المعرفية التي يقوم بها أثناء التعلم وكيف يتحكم فيها. وسنحاول ان نتناول هذا المفهوم كمتغير أساس لهذا المؤلف بمزيد من التفصيل،بالتطرق إلى تعريفه وأنواعه ومكوناته، واستراتيجياته ومهاراته وأهميته وعرض كل المحتويات السالف الاشارة لها بالفهرس.