وصف الكتاب:
نظرية الحتمية القيمية في الإعلام محور تركيزها على القيم،كمتغير رئيسي مرجعي ومفاهيمي، و في اقترابها من مختلف الظواهر الاتصالية و الاعلامية و فهم دينامياتها، وفي تَتبعها لكيفية اشتغال تأثير الوسائط الاعلامية على البنية القيمية للمجتمع، ودَورها في صياغة المُكَون القَيمي داخل الحقل الاجتماعي والثقافي، ضمن نفس التصور تركز المنظومة المفاهيمية و الطروحات النظرية على البعد الثقافي والحضاري و الهوياتي في مُحاولتها للإمساك بجوانب التحولات البنيوية التي تحدثها الوسائط الاتصالية الكلاسيكية و الجديدة. وفي هذا الاطار حاول مجموعة من الباحثين شرح هذه مفاهيم في اوراق علمية ، حيث تطرقت دراسة الدكتورة فراح فوزية المعنونة بتجليات القيم الحوارية في خطابات الفيسبوك وتجاوزها للنمطية في تفسير ثقافة الآخر”تطبيق نظرية القيمة الحتمية على ثنائية الأنا والآخر لهيدقر”، والتي تهدف من خلالها إلى الكشف عن مظاهر القيم الحوارية التي تتضمنها خطابات الفيسبوك وعلاقتها بثقافة المجتمع، ودورها في توحيد القيم لدى المتلقي والاتجاه نحو نبذ النمطية في تفسير ثقافة الآخر و الانفتاح نحوه من جهة، و الاتجاه نحو الصراع مع السلطة ضمن حدود ثنائية أخرى من جهة أخرى، في حين تضمنت دراسة أخرى للدكتورة كريمة بومدين، تحت عنوان مواقع التواصل الاجتماعي وإشكالية القيمة في ظل نظرية الحتمية القيمية، والتي تهدف إلى معرفة عادات وأنماط استخدام أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي، التعرف على دور مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز القيم لدى أفراد العينة، الكشف عن أنواع القيم السالبة والموجبة جراء استخدام أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي، ومنه تطرقت الباحثةشرشار خديجة من خلال دراستها حولالتأثير القيمي والأخلاقي لاستخدام موقع الفيس بوك على الشباب الجزائري: دراسة ميدانية على عينة من المستخدمين، والتي تهدف إلى معرفة التأثير الذي يتركه موقع الفيس بوك على ما يحمله الشاب الجزائري من قيم وأخلاقيات سواء كان هذا التأثير إيجابيا أم سلبيا، وهو ما نسعى لاكتشافه للبحث في سبل الحد من مخاطر سوء استخدام موقع الفيس بوك على قيم وأخلاق الشباب الجزائري. ومنه تطرقت الدكتورة رقية بوسنان من خلالها دراستها الموسومة ب شبكات التواصل الاجتماعي وتجاذبات القيم عند النخبة العلمية الجزائريةدراسة تحليلية لحسابات “facebook”، والتي تعتبر إثراء لمحاور المؤتمر المقترحة والتي تخدم نظرية الحتمية القيمية التي صارت رائدة في الفضاء الإعلامي، ومنطلقا هاما للدراسات الإعلامية والاتصالية التي تخدم مجال القيم في مختلف المجالات السياسية، والاجتماعية والثقافية، والاقتصادية، والفنية والرياضية، في حين جاءت دراسة الدكتور بغدادباي عبد القادر الموسومة ب الأطفال بين القيم المفترضة للتنشئة الاجتماعية والقيم المفروضة من وسائل الإعلام الحديثة، للبحث في تفاصيل التأثيرات الجانبية لوسائل الإعلام الحديثة التي تحاصر أطفالنا اليوم، وفهم الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تراجع الدور الأسري والمؤسسي في ممارسة دورها الفعال في التنشئة الاجتماعية في ظل وجود مثل هذه المتغيرات التكنولوجية الحديثة، هذا إضافة إلى محاولة رصد حلول واقعية تتأقلم والحياة التي يعيشها أطفالنا اليوم من أجل ضمان أكبر قدر ممكن من تنشئة جيل واعي ومندمج في المجتمع لا جيل منعزل ومنطوي، ومنه حاولت الورقة البحثية الموسومة ب صراع القيم في ظل الوسائط الإعلامية الجديدة، والتي أعدتها الباحثتين الدكتورتين عبديش صونية، علواش كهينة، تسليط الضوء للبحث في مشكل القيم بالتركيز على تساؤل محوري أساسي وهو: هل ستؤدي الوسائط الإعلامية الجديدة إلى القضاء على خصوصية وثقافة المجتمعات والاستلاب الثقافي ؟ وكيف ستؤثر على سلوكيات ومواقف الشباب. وقد حاول الدكتور سعيد مراح من خلال دراسته الموسومة ب قيم الباحث ودورها في رفع جودة بحوث الإعلام الجديد في علوم الإعلام والاتصال – دراسة ميدانية بقسم علوم الإعلام والاتصال جامعة سوق اهراس-، تشخيص أهم المشكلات التي تؤثر سلبا على ضمان جودة البحوث العلمية،دراسة وتحليل دور قيم الباحث في رفع الجودة في بحوث الإعلام والاتصال، التعرف على الكيفية التي تعالج بها بحوث الإعلام الجديد من طرف أساتذة علوم الإعلام والاتصال بجامعة سوق أهراس، إفادة الباحثين في مجال علوم الإعلام والاتصال لواقع بحوث الإعلام الجديد في الجامعة الجزائرية ودور قيم الباحث في رفع جودة هذه البحوث، وجاءت دراسة الباحثة منيـة قوابسـي، تحت عنوان الميديا الجديدة و نشر القيم في المجتمع الافتراضي، لتسليط الضوء على الميديا الجديدة التي استطاعت أن تشكل مشهدا إعلاميا تغيب عنه الرقابة السلطوية بفضل الموائمة بين وسائل الاتصال الجماهيري و الأنترنت أين ساهمت اللقاءات التواصلية في الفضاء الافتراضي العمومي في منح الأفراد حق اختيار ثقافاتهم و تشكيل قيمهم مما أدى إلى طرح رؤى جديدةحول ديناميكية بعث القيم في المجتمع الافتراضي وتبادل الأفكار والآراء و النقاش في الفضاء العمومي الافتراضي، ومنه استندت دراسة الدكتور عبدالحليم موسى الموسومة ب توظيف الصورة الصحفية في نشر خطاب الكراهية والتطرف”دراسة تحليلية لصحيفة دابق الإلكترونية”، على نظرية الحتمية القيمية في تفسير خطاب الكراهية لدى تنظيم داعش “ISIS” في نشر التطرف، في العلاقة الجدلية بين خطاب الكراهية والتطرف،ولقد عالجت هذه الإسهامات البحثية موضوع القيمة في الدراسات الإعلامية والاتصالية فيما يتعلق بدور الميديا الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعية في نشر المحتوى القيمي ودعم السلوكيات الإيجابية في العالم الواقعي، حيث تعتبر الميديا الجدية بيئة إعلامية جديدة واسعة الانتشار وتطرح تحديات عديدة على مستوى نشر القيم في هذه المنصات في بيئتنا العربية.. أ.د. العربي بوعمامة