وصف الكتاب:
يشهد العالم في النصف الأخير من القرن العشرين تطورا اقتصاديا هائلا في كثير من دول العالم تزامن معه التوسع الكبير للإنتاجالناجم عن التقدم المذهل في مجالات البحث والتكنولوجيا الحديثة مما أدى إلى تغير اساليب اتخاذ القرارات المتعلقة بعملية الشراء، لذلك أصبح الإعلان جزء أساسيا من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فالإعلان ضرورة ملحة للمستهلك لتحقيق غايته في الإشباعلأنه يزوده بالمعلومات، ويحيطه إحاطة كاملة بأفضل أنواع الخدمات المعروضة بالمواصفات والأسعار وأماكن تواجد السلع والخدمات. أما بالنسبة للمنتجين فإن الإعلان يعكس بصورة واضحة نشاطهم، والذي يهدفون من خلاله الوصول إلى قوة البيع، ومنه تحقيق الربح، ومن هذا المنطلق تم اختيار موضوع الإعلان وتأثيره على نتائج المؤسسة. فالإعلان يعتبر جزءا هاما من انشغالات المؤسسات سواء على المستوى الدولي أو المحلي، حيث وبعد انتقال الجزائر من الاقتصاد المسير إلى الاقتصاد الحر، أصبحت نتائج وقوة أي مؤسسة في السوق هي ميزة البقاء. ووعيا بالدور الذي يلعبه الإعلان في المؤسسة الجزائرية لتسويق خدماتها والوصول في النهاية إلى تحقيق نتائج أفضل، خاصة وأن الدراسات المتعلقة بموضوع تسويق الخدمات قليلة على اعتبار أن هذا النوع من النشاط كان يدخل ضمن الممارسة العمومية التي تحتكر كل أنواع النشاط ومن ثمة لم تكن المنافسة التجارية موجودة وقائمة حتى تفرض قواعد لممارسة إعلانية كجزء مكمل لتسويق الخدمات، غير أن التحولات الاقتصادية الحاصلة في الجزائر ومن حولها فرضت على الدولة فسح مجال للممارسة في ميدان الإعلان وإن كان لا يزال التأطير القانوني اللازم والكامل لها. يشهد العالم اليوم موجة من التغيرات والتطورات المتسارعة التي طالت مختلف جوانب الحياة ومست كافة المؤسسات في دول العالم على اختلاف مستوى تقدمها ونموها من عولمة للاقتصاد وتحرير وانفتاح للأسواق وتعزيز للاستثمارات، إضافة إلى تنامي عدد المؤسسات وتباين انشطتها خاصة في قطاع التجارة وخدمات الاتصالات والذي عرف تطورا كبيرا ويعد هذا الأخير اقتصادا كاملا بحد ذاته لبعض الدول. وعرفت أسواق هذا القطاع منافسة حادة بين المؤسسات الناشطة فيه في محاولة منها لإشباع احتياجات المستهلكين وتحقيق رضاهم والتمتع بالمزايا التي تمكنهم من الحفاظ على موقعهم في السوق ، وقد أدت هذه الظروف الى زيادة اعتناق المؤسسات التجارية فلسفة المفهوم التسويقي والتركيز على المستهلك كمدخل أساسي ورئيسي في جميع أنشطتها من أجل نجاح العملية التسويقية. ظهرت أهمية الاتصال التسويقي كعنصر رئيسي في المزيج التسويقي وبالتحديد في عناصر المزيج الترويجي في مجال التجارة حيث تمثل وسائل الاتصال التسويقي جزءا مهما و فعالا في تسويق السلع والمنتجات، إذ نجد أن المؤسسات التجارية تسعى الى تنشيط السوق من خلال تفعيل الرسائل التسويقية المناسبة، هذا ويعتبر الاتصال التسويقي الجيد فلب الخدمة الجيدة وهذا كله راجع لطبيعة المنتج أو السلعة وخصائصها، لهذا اتجهت المؤسسات التجارية خاصة في قطاع الاستيراد إلى الاهتمام بنوعية وجودة خدماتها المقدمة من أجل تعزيز علاقتها بالمستهلكين وكسب رضاهم وولائهم لها وفي الوقت نفسه تكوين صورة موحدة ومتكاملة لجمهورها الداخلي والخارجي، ولحماية نفسها على المدى الطويل من قوة المنافسة في القطاع عينه. لقد أدركت المؤسسات الاقتصادية بصفة عامة والتجارية خاصة في الاقتصاديات المتطورة الدور الكبير والمهم الذي تلعبه وسائل الاتصال التسويقي وما تقدمه في تحقيق التفاعل والتناغم مع البيئة الخارجية وحتى البيئة الداخلية لها ، وباعتباره عنصر متفاعل مع غيره من عناصر المزيج التسويقي عمدت هذه المؤسسات الى وضع استراتيجيات اتصالية تسويقية مناسبة لتحقيق أهدافها المنشودة بالإضافة الى المحافظة على مكانتها في ضل المنافسة الشديدة. وقد اقتضت الضرورة وحسب ما توفر من معلومات تقسيم هذا الكتاب الى ثلاثة دراسات وكل واحدة منها تتضمن مجموعة من الفصول . جاءت المحور الاول حول اهمية دور الاعلان في تسويق الخدمات – تناولت في الفصل الأول منها: اهمية الاعلان في مجالات الحية المختلفة، واهمية دراسة بحوث الاعلان والتسويق، وتحديد المفاهيم ثم مختلف الصعوبات التي واجهت الباحث، أما في الاجراءات المنهجية فقد حددنا المنهج المستخدم وكذا العتبة وأدوات جمع البيانات، ومجال الدراسة. أما في الفصل الثاني، فقد تناولت فيه أهم الجوانب المتعلقة بالإعلان من ذكر نشأة وتطور الإعلان وأنواع الإعلان ثم وظائفه وأهدافه وكذا خصائص الإعلان ودوره في مجال الخدمات ثم أهمية الإعلان وعلاقته بالمزيج الترويجي، إلى وسائل الإعلان. عالجت في الفصل الثالث عمليات التسويق حيث ذكرت نشأة وتطور التسويق وكذا أهدافه ووظائفه ثم أهمية التسويق والصعوبات التي تواجهه، إلى عناصر التسويق. أما الفصل الرابع فقد تطرقنا فيه إلى أهم الجوانب الملمة بالخدمات من طبيعة وخصائص الخدمات وكذا تصنيفها وتقسيمها ثم أهمية الخدمات والقطاعات الخدماتية وأسباب تطور الخدمات فيها، إلى المزيج التسويقي للخدمات. أما الفصل الخامس فيتناول الجانب الميداني من تحليل وتفسير للنتائج المتحصل عليها في ضوء فرضيات الدراسة. عالج المحور الثاني وسائل الاتصال التسويقي في المؤسسة التجارية تناولت في الفصل الاول اهمية وسائل الاتصال في المؤسسات التجارية، ولماذا تهتم الدراسات بهذا النوع من البحوث، ومنهج الدراسة وادوات جمع البيانات ومفاهيم الدراسة، اما الفصل الثاني فكان حول نشاة التسويق اهميتته الاقتصادية والاجتماعية اهداف التسويق ، مجالات التسويق وبحوث التسويق واستراتيجياتها ، التخطيط للاتصالات التسويقية والمزيج التسويقي ووسائله ومعيقاته. اما المحور الثالث فكان بعنوان: دور وسائل الاعلام في التسويق السياحي تطرقت فيه دور وسائل الاتصال في التسويق السياحي، وواهميتها في دفع عجلة تنمية القطاع وتفعيل وتطوير التسويق السياحي والاهمية الاتصادية البالغة لهذه البحوث المفاهيم ، الخدمة السياحية والاتصالات التسويقية الترويج والمزيج التسويقي، تطور السياحة في العالم، وظائف الترويج السياحي ووسائل الترويج للسياحة واخيرا الخاتمة.