وصف الكتاب:
لقد صارت البحوث الاقتصادية من وجهة النظر الإسلامية تعالج قضايا عميقة و تقدم الحلول المناسبة لها بما يتناسب و الشرع الإسلامي سواء بمحاكاة حلول نظم سائدة أو بحلول مبتكرة ، و في كلا الحالين ؛ فقد تقدمت نوعية هذه البحوث علمياً و طورت فنياتها لحل مشكلات عصرية. إن الكتاب الذي بين أيدينا قد تناول مؤلفها لدكتور فؤاد بن حدو مواضيع صنفها في ثلاثة محاور ، أحدها تناول منظاراً كليّاً ، بينما تناول المحوران الآخران قضايا جزئية تخص المؤسسات المالية الإسلامية الأكثر شهرة و هي المصارف و التأمين ، وذلك على النحو التالي: الاقتصاد الكلي ؛ حيث تطرق المؤلف لقضايا التضخم النقدي و الحلول الاقتصادية من الوجهتين التقليدية و الإسلامية ، و أتبع ذلك بقضية التسعير التي لها باع أساسي في لجم التضخم بأنواعه، وصولاً إلى سعر التوازن العادل. المصارف الإسلامية ؛ و في هذا المحور تناول المؤلف صيغاً في الهندسة المالية لمنتجات تلك المصارف و أدوات عملها ، كالرياضيات المالية التي تعتمدها الصيرفة الإسلامية في حساباتها لإبراز معيارها في الربح و الخسارة بديلاً عن الربا المحرم شرعاً. كما تعرض المؤلف لقضية إشكالية في المرابحة للآمر بالشراء آخذا وجهة نظر معينة كحالة مدروسة مفنداً تفاصيلها و مبدياً رأيه بذلك. وقد تناول موضوع الرقابة الشرعية و دعّم رأيه بطرح هيكلية تنظيمية مقترحة تطور عملها و تحقق التكامل في أدائها. التأمين التكافلي؛ و الذي تطرق المؤلف فيه لقضية فائض التأمين حيث تغيرت الرؤى حول احتسابه و توزيعه في هذه الصناعة. و أقترح أن تكون المرحلة التالية للرحلة العلمية للمؤلف ؛ تناول تلك الإشكاليات بتفصيل رياضي وقياسي- و هو قادر على ذلك-، و ذلك لولوج ثنايا تلك الاختصاصات و تقديم حلول فنية ترقى بالاقتصاد الإسلامي و علومه نحو الأفضل عالمياً. و جزى الله الدكتور فؤاد بن حدو خيراً و وفقه لما يحب و يرضى. حماة (حماها الله) بتاريخ: 06 ذي الحجة 1440 هـ الموافق07 آب (أغسطس) 2019م أ. د. سامر مظهر قنطقجي