شركات التأمين التكافلي بين الأسس النظرية و الممارسات التطبيقية – دراسة تأصيلية استشرافية لتطور صناعة التكافل في العالم
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واقتفى أثره إلى يوم الدين. وبعد، فإن المؤسسات المالية والمصرفية والإستثمارية الإسلامية بشكل عام والمؤسسات التأمينية الإسلامية على وجه الخصوص أعظم إنجاز حضاري واجتهاد فقهي قدمه الفكر الإقتصادي الشرعي للمجتمعات المعاصرة في القرن العشرين، حيث أضحت صناعة التأمين الإسلامي التكافلي التي تعد رديف العمل المصرفي الإسلامي الركيزة الثالثة من ركائز الإقتصاديات الحديثة التي تقدم دعما استراتيجيا لكفاءة منظومة الإقتصاد الإسلامي على أمل استكمال البناء المؤسسي لنظام الزكاة البديل، في الوقت الذي أصبح فيه نظام التأمين الإقتصادي والإجتماعي ضرورة حتمية من لأجل تلبية حاجات الأفراد والمنظمات أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وحتى إنسانيا من خلال تبني الفكر التأميني الشرعي ضمن هيكل النظام الإقتصادي الحديث. لقد شهدت صناعة التأمين التكافلي تطورات ملحوظة في السنوات القليلة الماضية وحققت إسهامات كبيرة على مدى أكثر من أربعة عقود متتالية على الرغم من حداثة التجربة، حيث هدفت الندوات والملتقيات العلمية المنعقدة بصفة دورية في العالم الإسلامي إلى تطوير وصياغة وضبط منتجات تأمينية موافقة لأحكام الشريعة الإسلامية مع اختلاف مسمياتها، من أجل ذلك طرح فقهاءنا مجموعة من الأسس والصيغ التي تقوم عليها شركات التأمين التكافلي كمستثمر مؤسسي وتنموي وهي التبرع والوقف والمضاربة والوكالة بعضها عرف طريقه نحو التطبيق ووصل إلى مرحلة البلورة التنفيذية وتطوير التقنيات المستخدمة والبعض الآخر مازال في طور الدراسة والتمحيص والتدقيق الشرعي. وعلى اختلاف الأسس التي يقوم عليها التأمين التكافلي، فإنه يهدف في النهاية إلى تقديم الخدمة نفسها التي يقدمها التأمين التجاري لحامل الوثيقة ولكن بطريقة تعاونية تشاركية مشروعة لأنها تبرعية محضة حتى مع وجود الغرر فهو في هذه الحالة لا يعد غررا مفسدا للعقد بالإضافة إلى خلوه من الربا وسائر المحظورات الأخرى التي وجدت في عقد التأمين التقليدي، وتتمثل الخدمة التأمينية التكافلية في تقديم المستأمن اشتراكات متبرعا بها لتكوين محفظة تأمينية مستقلة عن إدارة الشركة، حيث تدفع منها التعويضات عند وقوع الضرر المؤمن ضده. وفي ظل الشح والندرة الكبيرين الذي تشهده المكتبة الإقتصادية في مجال التأمين التكافلي، وبصفة خاصة في كليتنا وما أحوجها إلى الكتب المتخصصة لدراسة حيثيات مثل هذه المعاملة المستحدثة، ارتأينا أن نضع بين أيديكم هذا الكتاب المتواضع الذي ينفرد بخصوصية التأصيل وتقييم المسيرة الإجتهادية للتأمين التكافلي من ناحية التنظير والتأصيل، وتضمنه للدراسة التطبيقية الإستشرافية لصناعة التأمين التكافلي حسب البيانات والأرقام التي تنشرتها أهم التقارير الدولية المتابعة لنشاط مؤسسات التأمين التكافلي، وتقييمها من قبل الخبراء والمختصين في المالية الإسلامية. ونستهدف من خلال مضامين هذا الكتاب طلبة العلوم الإقتصادية بالدرجة الأولى وكذا الباحثين والدارسين لتخصص التأمين التكافلي، وتوسيع آفاقهم المعرفية وزيادة مكتسباتهم العلمية، وفي سبيل تحقيق ذلك، فقد تضمن الكتاب أحد عشر فصلا، تناولت الشقين النظري والتطبيقي. والله تعالى أسأل أن يجعل هذا العمل المتواضع خالصا لوجهه الكريم وأن يلهمنا السداد والصواب ويعصمنا من الزلل والخلل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، فبنعمته وكرمه تتم الصالحات، إنه حسبنا ومولانا فنعم المولى ونعم النصير.
