وصف الكتاب:
السلوك التنظيمي هو باختصار: دراسة منظمة لأفعال واتجاهات الأفراد بالمنظمات حيث يسعى السلوك التنظيمي لإحلال الطريقة العلمية محل الاعتماد على الخبرة والتجربة في تفسير السلوك الإنساني، كما يهتم أيضاً بالسلوك المتصل بأداء العمل في المنظمات على العكس من مجالات علمي النفس والاجتماع التي تقوم بدراسة السلوك الإنساني بصفة عامة. إن السلوك التنظيمي ينظم العنصر الإنساني في المنظمة على إنها كيان اجتماعي متكامل، وهذا العنصر من أهم عناصر هذا الكيان. حيث أنه بات واضحاً بأنه لا يمكن للمنظمات تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية بدون فهم واضح وعميق لسلوك العاملين فيها، فهم الذين يلعبون الدور الحاسم في هذا المجال. إن علم السلوك التنظيمي يهتم بمساعدة المنظمات على اختلاف أنواعها في تحقيق أهدافها وبقائها ونموها وتطورها وتكيفها مع التغير في البيئة المحيطة من خلال التركيز على العنصر البشري وسلوكه. ولقد أثبتت الدراسات والتجارب في المجتمعات المتقدمة إن القوى البشرية المؤهلة وطريقة سلوكها في بيئة العمل هي أداة الإبداع الرئيسة، وأداة التطوير والتحسين، وأداة المنافسة الإيجابية، مما أوجد الحاجة لدى الجميع من إداريين وأكاديميين وباحثين إلى الاهتمام المتزايد بدراسة السلوك الإنساني، وهذه الحاجة أعطت أهمية خاصة لدراسة السلوك التنظيمي وتحويل منظور المنظمات تجاه الفرد وعلاقته بالجماعة والبيئة التنظيمية الداخلية والبيئة الاجتماعية الخارجية. في هذا الكتاب، يتناول المؤلف في الباب الأول ضمن الفصلين الأول والثاني مفاهيم السلوك التنظيمي وأهميته وأهدافه ومبرراته وعناصره ونظرياته، ويتناول كذلك النظريات الإدارية المتمثلة في نظرية الإدارة في الإسلام، ونظريات الإدارة الغربية، ونظرية الإدارة اليابانية، ونظرية الإدارة الكورية، وتأثير هذه المدارس في التطور التاريخي للسلوك التنظيمي. وفي الباب الثاني وضمن الفصول بعض عناصر السلوك التنظيمي حيث تنحصر الدراسة في عناصر السلوك الفردي داخل المنظمة المتمثلة في الإدراك والتعلم والشخصية الإنسانية والاتجاهات والدافعية وضغوط العمل والإجهاد الإداري، بالإضافة إلى عناصر السلوك الجماعي داخل المنظمة من الباب الثالث المتمثلة في ديناميكية المجموعة القيادة الإدارية والدافعية والحفز الإنساني والصراع التنظيمي والاتصال التنظيمي والتفاوض. كما نتناول سلوك المنظمة (الأبعاد التنظيمية) في الباب الرابع متمثلاً في البيئة الداخلية لها المتمثلة بالثقافة التنظيمية والولاء التنظيمي والتغيير والتطوير التنظيمي والالتزام الوظيفي والثقة التنظيمية والمناخ التنظيمي والتعلم التنظيمي والمنظمة المتعلمة (الذكية) . وفي الختام ….أرجو من الله أن أكون قد وفقت في تقديم جهداً متواضعاً توخياً فيه الشمول، والحداثة، والتسلسل، والبساطة، والموضوعية، وهو محاولة لتوضيح مفهوم السلوك التنظيمي وأبعاده، فيمكن أن يستخدم هذا الكتاب كمرجع أساسي لطلبة الإدارة في المرحلة الجامعية والدراسات العليا، ويمكن استخدام الكتاب للمديرين لرفع مهاراتهم السلوكية والتنظيمية في العمل. والله وراء القصد المؤلف الدكتور مصطفى كافي