وصف الكتاب:
تعد النقود عصب الحياة الاقتصادية الحديثة وعنصرا فاعلا ضمن مجموع المتغيرات الاقتصادية بالغة التأثير في النشاط الاقتصادي، إذ لا يمكن لأحد أن ينكر أهميتها، ابتداء من أثرها على التعامل اليومي حتى آثارها المباشرة وغيرالمباشرة على أبرز المؤشرات الاقتصادية الكلية كالناتج والدخل والنمو، هذا بالإضافة إلى العلاقة الوطيدة التي تربط التقلبات في عرض النقود والطلب عليها بمستويات الاستقرار الاقتصادي والنقدي، الذي هو أصلا أحد محددات التوازن الاقتصادي، فضلا عما يتعلق بجودة المحيطين المالي والاستثماري. وتبعا لهذه المكانة شكلت النقود محور دراسات نظرية وتجريبية عديدة، حاولت فهم وتحليل دور النقود في الحياة الاقتصادية، وبرزت معها مجموعة من النظريات التي سعت إلى إدماج هذا المتغير ضمن النموذج الاقتصادي العام، وتبيان دور النقود في الاقتصاد، هذا من أجل فهم الطريقة التي من خلالها يتم توظيف النقد في تحقيق الأهداف الاقتصادية العامة، على غرار النمو والتشغيل واستقرار الأسعار وفق ما يصطلح عليه بالسياسة النقدية. إلى ذلك يعد النظام المصرفي والمالي الذي تمثل النقود موضوع نشاط مؤسساته على اختلافها، جزءا أساسيا من البناء جزءا أساسيا من البناء الاقتصادي السائد في أي دولة، ويلعب دورا مهما في ظل النظم الاقتصادية والاجتماعية، هذا الدور وتلك الأهمية يأخذها من خلال سعي المجتمعات لتحقيق التنمية والرفاه، إذ يمثل النظام المالي في الواقع جزءا هاما من مكونات النظام الاقتصادي، وأحد المؤثرات الرئيسية في مستوى النشاط، ليس فقط نتيجة تأثيره على مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى، ولكن لأن له تأثيرات اجتماعية تمتد إلى مختلف شرائح المجتمع بشكل مباشر وغير مباشر من خلال لوظائف التي تؤديها المؤسسات والأسواق المالية في الاقتصاد، وما يترتب عليها من نتائج اقتصادية واجتماعية. في إطار ما تقدم يأتي هذا الكتاب الذي هومجموعةمحاضراتخاصةبمقياس الإقتصاد النقدي وسوق رأس المال،من أجل تقديم إحاطة نظرية شاملة للمفاهيم والجوانب الأساسية في موضوعات النقود والبنوك والأسواق المالية، سيما بالنسبة لطلبة السنة ثانية علوم اقتصادية وتجارية وعلوم التسيير. أن الغرضمنهذا الكتابدراسةالترابطالوثيقٌبين المفاهيمالثلاثةالنقود،البنوك،والأسواقالماليةٌكوحداتمتكاملة،وتهيئةالمتلقي،وتلقينهالمعارف الأساسية في مجالاقتصاديات البنوكوالنقود، ولأسواقالمالية،وإلمامهبالجانبالنقديوالمصرفيللنشاطالاقتصادي،لبيان الدورالذيتقومبهالنقودوالمؤسساتالنقدية فيالاقتصادالمعاصر،والكيفية التييمٌكنهااستخدامهذاالجانبالنقديعلى النحو الذي يتيح تزويد المتلقي، وإثراء معارفه في واحد من بين أهم مجلات علم الاقتصاد ككل، ويسمح بتكامل مجموع مهاراته وخبراته التي تتقاطع في عديد جوانبها مع موضوعات الاقتصاد البنكي والاقتصاد الكلي والمالية العامة، وغيرها من المواضيع الأخرى. تسعى الكتاب لتمكينالطالبمناكتسابالأدواتالتيتسمحلهبتحليلالظواهرالنقدية،وتحليلالعلاقةالسببيةبينكميةالنقودالمتداولةوبعضالمتغيراتالاقتصادية،وكيفيةالتحكمفيكميتهاوالمؤسساتالتيتوكللهاهذهالمهمة. وعليه فقد جرى تقسيم هذا الكتاب إلى اثني عشرفصلا، منها ما خصص لمسائل النظم النقدية والنظريات والسياسات النقدية، في حين تضمنت البقية أساسيات الاقتصاد المصرفي والمالي.وتبيان ذلك وفق ثنايا فصول هذا الكتاب. نسأل الله التوفيق أن يكون هذاالكتاب قد قدم أجوبة حول التساؤلات التي يطرحها مقياس الإقتصاد النقدي وسوق رأس المال، ذلك أن دراستنا لا تعدو أن تكون مساهمة في توضيح أهم مظاهر ومعالم المقياس الذييعد أحد المقررات الدراسية في أقسام الإقتصاد والتسيير والعلوم التجارية في مختلف الجامعات الوطنية. وأقصى ما نطمح إليه هو أن نثير في نفس القارئ رغبة حقيقية في معرفة المزيد عن هذا الموضوع. إعداد الأستاذ الدكتور: قادري علاء الدين قسم علوم التسيير/أستاذ التعليم العالي جامعة جيلالي ليابس – سيدي بلعباس (الجزائر)