وصف الكتاب:
تعد المؤسسة المتحفية مظهرا حضاريا بارزا خاصة في دول العالم المتقدم، فهي بمثابة المعهد العلمي و المركز الثقافي، و هي المجال الذي من خلاله يتعرف المرء على تراث أمته ،وما أنتجته من ثقافة عبر العصور، فالمتحف يعكس تاريخ الأمم السابقة أمام الأجيال اللاحقة و يساهم في نشر الوعي العلمي والثقافي، وينمي الحس الحضاري لدى كافة أفراد المجتمع، ومن هذا المنطلق وخلال السنوات الأخيرة ازدادت أهمية المتحف مع بروز دوره في نشر الثقافة والمساهمة في التربية والتعليم ، حيث أصبحت إدارة المتحف وعمارته من أروقة وقاعات، ومعارضه ومناهجه التثقيفية تشكل علما قائما بذاته يطلق عليه اسم «علم المتاحف»، فاهتمت المتاحف الحديثة ليس فقط بحيازة المقتنيات المتحفية، بل بعرضها على الجمهور بأساليب علمية، وذلك بهدف تثقيف الشعب وإشعارهم بأهمية التراث المادي . لقد نشطت المتاحف وأصبحت تشارك في العملية التثقيفية،باعتبارها مؤسسات ثقافية يتعرف من خلالها الزائر على تاريخ الوطن والإنسانية أيضا،ولتحقيق هذا الدور تم التركيز على إقامة المعارض الدائمة والمؤقتة، الثابتة والمتنقلة ثم تطوير المناهج التعليمية التنشيطية لجذب الزائرين من كل فئات المجتمع. إن الرسالة التي يؤديها المتحف ثقافية وتربوية وتعليمة، ومتاعيه يكون الهدف منها استقطاب أكبر قدر من الجماهير بصرف النظر عن العمر والجنس والمستوى الثقافيولا يتأتى إلا بتطوير طرائق العرض واستعمال الطرق الحديثة،لان المعروضات لها التأثير الإيجابي على الزوارمن خلال القيم التي تحملها المقتنيات المتحفية علميةوتاريخية واجتماعية فهي جوهر العملية التثقيفية التربوية وهو الهدف الأسمى والمقصد لكل متحف. في هذا الاتجاه يبرز الكتاب التربية المتحفية في الجزائر دراسة لنماذجعينة منالمتاحف الجزائرية ودورها التثقيفي والاجتماعي خاصة التربوي وما يعرف بالتربية المتحفية وهو المقصدوتتمثل عينة الدراسة في المتحف الوطني للآثار بالجزائر العاصمة المتحف الوطني أحمد زبانا بوهران المتحف الوطني سيرتا بقسنطينة، المتحف الوطني للآثار بسطيف ومتحف شرشال. الدراسة تمثلت في وصف المتاحف المذكورة سلفا من حيث تاريخها ووصفها المعماري وأيضا النشاطات التربوية والثقافية والاجتماعية التي تقوم بها من خلال بحث لمدة ثماني سنوات وأيضا من خلال زيارات متكررة لطلبة حفظ التراث لجامعة المدية تخصص حماية الممتلكات الثقافية وعلم المتاحف وكان السؤال الجوهري هل إن المتاحف التي اختيرت لعينة الدراسة باعتبارها المتاحف الأكثر نشاطا من خلال استقراء عدد من الزوار الوطنيين خاصة أمأن الدور التربوي والثقافي مقتصر على أوقات محددة ونعني بها هنا شهر التراث أو المناسبات الوطنية والكتاب مقسم إلىتوطئة وفصل عن التعريف بأدوار المتحف وخاصة التربية المتحفيةفي مفهومها وطرقها ووسائلها وفصل خصص للدراسة الميدانية للمتاحف المختارة للدراسة تاريخ نشأتها ووصفها المعماري والاعمال التربوية التي يقوم بها كل متحف وأخيرا ذيل البحث بخاتمة و ملحقا للصور للاستزادة في فهم القارئ الكريم للمتن