وصف الكتاب:
ركزت السياسة التعليمية للإدارة الاستعمارية منذ قدوم المستعمر الفرنسي للجزائر،على القضاء على الثقافة الوطنية، ونشر التعليم الفرنسي مكانة بين أوساط معينة من السكان لجعلها ميدان لتجاربها الاستعمارية. وكان الغرض هو تحويل المجتمع الجزائري إلى مجتمع فرنسي، وإلحاقه مباشرة بفرنسا. وقد ركزت مدرستها الاستعمارية كثيرا على هذا الجانب باحتواء برامجها التعليمية بشكل تفصيلي ومقنع، وبلبلة أفكار الجزائريين وتشكيكهم في أمر عروبتهم وإسلامهم. وقد انتشر في الجزائر نظام تعليمي يغلب عليه الطابع الحر،نظاميخضع لموروثتقليدييضمعدةمؤسساتتعليمية كالكتاب،والزوايا،والمساجد، ظهر دورهافي خدمة لغة الضاد والحفاظ على الدين الإسلامي من الخرافة والبدع، رغم المصاعب التي اجتازتها والعراقيل التي عانت منها. بهدف محاربة الجهل المتفشي بين معظم الناس، والرفع من فرص التعلم بين كل فئات المجتمع الجزائري دون تمييز في الجنس والنسب والمكانة الاجتماعية، والفوارق العمرية للمتعلمين. ومن هياكل التعليم الحرفي الشرق الجزائري التي كانت نموذجًا لنشرالتعليم العربي وهي مقصد دراستنا مدرسة التهذيب الحرة بوادي الزناتي، فبالرغم من الدور الذي قامت به مدرسة التهذيب بمنطقة وادي الزناتي وضواحيها، ومساهمتها الريادية في الحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخ القيم والاخلاق الإسلامية بين أفراد المجتمع خلال الفترة الاستعمارية، يبقى هذا الهيكل التربوي الديني مجهول التاريخ عند أغلبية سكان المنطقة خاصة والجزائر عامة. ونظرا لأهمية مدرسة التهذيب الحرة تاريخيًا وثقافيًا ودينيًا منذ تأسيسها إلى غاية الاستقلال الاسهام الفعال في الحفاظ على الثقافة العربية الإسلامية ونشر التعليم العربي التقليدي بمنطقة وادي الزناتي وماجاورها. ومن جهة اخرى فقد كانت قطبًا تعليميًا له المكانة العالية بين المدارس الحرة الأخرى المنتشرة عبر ربوع الوطن، لما وصلت إليه من مستوى تعليمي راقي بفضل نخبة من شيوخ العلم البارزين أنداك. وأمام شح المراجع والوثائق التي تناولت مدرسة التهذيب بوادي الزناتي من قريب أو بعيد، كان لزاما علينا أن نلتفت إلى هذا الموضوع بتناول لمحات عن تاريخ المدرسة ونشاطها التعليمي بالرجوع إلى: التعريف ببلدة وادي الزناتي: الموقع والنشأة بوادر تأسيس التعليم العربي الحر بوادي الزناتي. فكرة إنشاء مدرسة التهذيب الحرة بوادي الزناتي. نشاط مدرسة التهذيب الحرة وادي الزناتي.