وصف الكتاب:
تحتل الحكاية الشعبية موقعا مهما في الأدب الشعبي، فهي عالم الجمال والمتعتة والخيال والعجائب والأحلام والدفء والذكريات والرحلة والتجربة والرمز والموعظة، هي مزيج بين الواقع والخوارق.وتتنوع فيها أساليب السرد، فهي تستجيب لكل الميولات والتوجهات والمواقف والأعمار وللجنسين. هذه الاقترابات من عالم الحكاية الشعبية هي محاولات تقترب من جماليات نصوصها، وتنكت خفاياها، وتسبر فنياتها، وبمثل هذه الدراسات تتكشف أسرار الحكاية الشعبية بمختلف أقسامها، وتمدنا من سحر الماضي وحكمته وربطه بالحاضر. نفتتح الكتاب بمقالة الواقعية السحرية في الحكاية الخرافية التي تبحث في علاقة الاتجاه الواقعي السحري وبداياته في أكثر النماذج عجائبية من السرد الشعبي وهو الحكاية الخرافية. كما يبحث مقال “المضامين الثقافية للإعاقة في الحكايات الشعبية” قضية اجتماعية من خلال الحكاية الشعبية. أما مقال”الحكاية الشعبية بين الأسطورة والخرافة” فهو بحث أدبي يقارن بين نماذج من السرد الشعبي. ويتقاطع مقال”الملمح الأسطوري والبناء الحكائي في الأدب الشعبي، سؤال النشأة والتطور بين الانزياح والاندماج”؛ ليكتمل البحث في تعالق النصوص الحكائية الشعبية في البناء . أما مقال”الحلّاج بين المرويات التاريخية والسيرة الشعبية” فهو يقارن لكن بين الوقائع التاريخية العربية والنموذج السردي الخيالي السيرة الشعبية، وتمثلها للشخصية التاريخية “الحلاج”. ويتعرض مقال”التحليل البنيوي الأنثروبولوجي للحكاية الخرافية، تجربة عبد الحميد بورايو أنموذجا” لتجربة التطبيق بالمنهج البنوي الأنثروبولوجي من طرف الباحث المتخصص في مجال الأدب الشعبي والترجمة عبد الحميد بورايو الذي بحث أعماق الحكاية الخرافية بمناهج نسقية مختلفة . “الأبعاد الدلالية للنص الغنائي بواحات درعة”، هو مقال أو بالأحرى حكاية مكان من خلال ما تتداوله من طقوس غنائية ورقصات شعبية ذات دلالة رمزية، يسائلها الباحث بالمنهج السميائي لنتعرف على درعة الأصالة والتاريخ، من خلال رصد الظّاهرة الفنّية في علاقتها بالجماعة التي تنتجها وتعيد إنتاجها وتتلقّاها، وتحافظ عليها، فهي ليست مجرد أغنية شعبية بل صورة صادقة لتفكير الشعوب ومن خلالها يمكن تحديد هويتها. وللأسطورة وهجها في الواقع رغم تراجع تداولها، لكن بعضها لا يزول ويظهر كلما تكررت ظروفها مثل أسطورة الاستمطار، وهذا ما نتعرف عليه في مقال” الأساطير الطقوسية في الأدب الأمازيغي الجزائري، أساطير الاستمطار أنموذجا”. أما مقال”الحكاية الشعبية بالبلاد العربية: الوظائف، الدّلالات، الخصائص”، فهو رحلة في عالم الحكاية الشعبية العربية بكل أنواعها ووظائفها، ورحلة تسعى للتعرف على المهتمين بها في ربوع البلاد العربية جمعا ودراسة ونقدا. وبصدور هذا المؤلف المشترك من البحث في الحكاية والسرد الشعبي نكون قد قدمنا بعض الاضاءات العلمية من خلال الجهود التي بذلها الباحثون في التنويع بين المتن والمنهج؛ محاولة منهم الاهتمام بالحكاية الشعبية، وحفاظا على الهوية التراثية والجذور وربطه بالراهن من الاتجاهات والمناهج والواقع، لترسم هذه الدراسات صورة فسيفسائة لعالم طالما أعجبنا وأحببنا الارتحال إليه؛ بحثا عن أسرار الجمال والترفيه والاختلاف وتحقيق الممكن والمستحيل، وإعادة البحث في عالم السرديات الشعبية لا يقل سحرا عن الاستمتاع بروايتها. و”المشروع الدّولي رسالة الباحث”إشراف مختبر اللّغة والتّواصل في الجزائر، المركز الجامعي أحمد زبانة، غليزان، الجزائربالتعاون مع: مختبر التراث الثقافي واستراتيجيات التنمية، جامعة ابن طفيل، المغرب.مركز تكوين الدكتوراه: السيميائيات وفلسفة الأدب والفنون-جامعة محمد الخامس(الرباط)المغرب. كان له الفضل لإتاحة فرصة البحث في الأدب الشعبي واثارة الباحثين لمعالجة عدة قضايا في الحكاية والسرديات الشعبية بمختلف أشكالها وفنياتها ورموزها وعمقها التاريخي، ويأتي هذا الكتاب للمشاركة في إثراء المكتبة الأدبية العربية بدراسات متنوعة في موضوع واحد. ولا ننسى تقديم الشكر لكل القائمين على مشروع رسالة الباحث، الذي فتح نافذة البحث والشراكة العلمية بين كل الباحثين، المهتمين بالأدب الشعبي. د. فطيمة الزهرة عاشور جامعة محمد البشير الإبراهيمي(برج بوعريريج)، الجزائر