وصف الكتاب:
طالما تداخل وتكامل الأدب الشعبي بمختلف فروعه مع علوم شتى؛ فتولد عن هذا التزاوج دراسات البين بين أو ما يعرف بالدراسات البينية التي تُعنى بتقاطع العلوم والتخصصات وتكاملها معرفيا، وبالتالي هدم الأسوار الفاصلة بين كل تخصص وآخر، إذ أن اقتصار كل علم على حدوده المعرفية الضيقة أفضى إلى الجمود والركود، لهذا أمست الحاجة صريحة إلى انفتاح العلوم على بعضها البعض؛ وبات كسر الاستغلاق والانطواء ضرورة ملحة وسط عالم تؤطره العولمة وتحركه الثقافات المختلفة . انسلخ الأدب الشعبي من ثوب التهميش وتجاوز الاهمال و السكونية على إثر تفجير المناهج النقدية المعاصرة لنصوصه الخصبة: كالمنهج البنيوي والسيميائي، المورفولوجي الأنثروبولوجي، التداولي، وغيرها من المناهج التي وجدت في النص الشعبي مادة خاما لتطبيق إجراءاتها وتحقيق فرضياتها، كما سَبرت العلوم الانسانية والاجتماعية أغواره السوسيولوجية، التاريخية، الجغرافية، النفسية، الميثولوجية. .،، ضف إلى ذلك ولع الأدباء بالتراث الشعبي وتوظيفه المتميز في الأجناس الأدبية على اختلاف مشاربها: رواية، قصة مسرحية . . . وغيرها. من هذا المنطلق؛ فإنه يطيب لنا أن نضع بين أيديكم هذا الاستكتاب الذي يروم الارتقاء بالدراسات الشعبية في إطار سياقاتها المعرفية والثقافية وعلاقاتها بالعلوم عامة. . . ؛ ثم الكشف عن أهمية الدراسات البينية في حقول الأدب الشعبي على ضوء المناهج النقدية المعاصرة بغية تثمين الأعمال الأدبية والنقدية التي تهتم بدراسة النص الشعبي. د.فتيحة بلحاجي المركز الجامعي بمغنية(تلمسان)الجزائر.