وصف الكتاب:
يعدّالبحث في مجالات التفاعل بين الإنسان والمكان إطارًا ملائمًا لبسط ما يعرف “بالثّقافة الشّعبيّة” أمام الدّارسين والمهتمين للكشف عن واقع المجتمعات الماضية /الحاضرة بعاداتها وتقاليدها والمتواصلة بدلالاتها الرمزية والبنيوية تفصح عنها الأماكن المخصصة للذكرى والطقوس. تُعدّ المعتقدات الشعبية موروثًا ثقافيًّا بامتياز، تبنته بيئة اجتماعية مُقنّنة ليحتل موضعًا من أذهان الناس. فشغل حياتهم، وتملك قلوبهم وصار معتقدات، وأضحى التسليم بها والخضوع لحكمها من المسلمات والبديهيات التي لا يمكن أن يرقى إليها “الشك”، وقد أخذت هذه المعتقدات سبيلها إلى نفوس الناس، عامتهم وخاصتهم، في تعاقب الأجيال وتداول الأزمنة حتى رسخت في الوعي وأصبحت جزءًا مهمًا من الوجدان الشعبي. تُعدّ صور الموروث -على تعدّدها -نمطًا لتواجدالإنسان في مجتمعه مُتعالقًا مع مركّبات اجتماعية، ثقافية، دينية… تُعطي فضاء الممارسة رمزية لنكون مع سيميائية الفضاء. وتمثّل المأثورات الشعبية إحدى الظّواهر الاجتماعيّة والثّقافيّة التي تساهم في خلود رواسب ومخلّفات الماضي من أفكار وعادات وتقاليد وفنون في شكل موروث تداولته وتناقلته الأجيال عبر الفترات التاريخيّة المتعاقبة. فالمعتقدات –إذن -لا تقل شأنًا عن الدين أو السياسة أو الفن، أو آداب المعاشرة، أو الفنون المادية…إلخ، ومع ذلك فقد تظهر أنساق الاعتقاد المتباينة في صورة يشارك فيها الجميع، ويبدو فيها الترابط الداخلي، وهذا ما يجعلها مألوفة بدرجة تؤهلها للاستئثار بالدراسة بوصفها نمطًا مميزًا من أنماط السلوك. لعلّ التعمّق في حقول البحث تحت مسميات الفولكلور أو التراث أو الموروث الشعبي تقودناإلىسبر طوايا التاريخ المتواصل، القصد منهرصد تجذر وامتداد تجارب السلف من قيم معرفية، سواء على مستوى الثقافة المادية أم الروحية منها. وبذلك يمكننا الجزم بأن استلهام الموروث وتجلّيه جاء عبر الموضوعات المثيولوجية والأنتروبولوجية والشعبية المتسترة بالرمزية في مواضع وبتلاقح أيقوني أو إشاري في مواضع أخرى، تكمن غائيته في بلورة الهوية الشعبية والشخصية المعاصرة في آن. من هكذا منطلق، نكون بين شرعية المعتقد وأنماط الممارسة للموروث الشعبي الحاضر الغائب. فإلى أي حد لا زِلنا نعتقد ولا نَزال نُمارس؟ وقد تناول الكتاب المحاور التالية: المحور الأول: المعتقد بين الطقوسي والاحتفالي: الديني العقائدي والدّنيوي الاحتفالي. المحور الثاني: تجليات الموروث الشعبيبين الذّاكرة والتّمثّل: محامله وملامح تمثله كمخزون ذاكراتي حيّ. المحور الثالث: أثر وتأثير التراث الشعبي في إبداع وصناعة الثقافة الشعبيّة: الاستعارة، التمثّل، استعادة التراث، إبداع وصناعة التراث، … المحور الرابع: الموروث الشعبي والسلوكيات المجتمعيّة: التنوّع في المعتقد التراثي التمازج والحضاري. المحور الخامس: أثر المعتقدات الشعبيّة في الفنون الشعبيّة: الطقوس والممارسات عبر الفنون، المعتقد والفنون الشعبيّة، … وفي الأخير نتقدّم بعبارات الشكر والامتنان لكل من ساهم في هذا الكتاب من اللجنة العلمية والأساتذة المشاركين ببحوث ودراسات ضمن هذا الكتاب. د. زينب قندوز غربال