وصف الكتاب:
مسايرة للمنحى التصاعدي الذي يشهده البحث التاريخي في المجال الاقتصادي، يروم مشروع البحث الجامعي إلى تناول ” الملكيات الزراعية و آثارها في المغرب الأوسط ” لقد شمل المغرب الأوسط تطور عمراني كبير في الحضر و القرى ، كبقية بلدان العالم الإسلامي ، و تبع هذا التطور وسار معه تقدم في جميع النواحي المعاشية ( اقتصادية واجتماعية وإدارية و عمرانية ) ، وهذه الدراسة تهتم بظاهرة حضارية متشابكة وذات أبعاد كثيرة ، وتركت آثارها وتأثيراتها على كل هذه المجالات ونعني بها ظاهرة الملكيات الزراعية. لقد زاد اهتمام الكثير من المؤرخين في مؤسستنا في السنوات الأخيرة بدراسة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للمغرب الأوسط فظهرت بعض الدراسات التي عالجت موضوعات متفرقة من هذا التاريخ سدت بعض النقص الذي كانت تعانيه الدراسات التاريخية ، عندما كان الاهتمام منصرفا إلى دراسة التاريخ السياسي وحده من حيث تتبع حياة الحكام وتقلبات الأحداث السياسية ، ثم ظهرت محاولات لدراسة العوامل الاجتماعية التي كان لها دور في تحريك الأحداث. وعليه نحن بحاجة ماسة إلى دراسة و تحقيق دقيق حول الموضوع وفق أساليب البحث العصرية لفك طلاسم من رموزه ضمن تجديد آليات البحث التاريخي،وذلك وفق النظرة الشمولية للمنظومة الاقتصادية و الاجتماعية التي سادت خلال الفترة الوسيطة. تضمن البحث مقدمة، و مدخل و ستة فصول، وخاتمة، و مجموعة ملاحق توضيحية و قائمة بيبليوغرافيا. تم توزيع محاور العمل على جميع العناصر المشاركة، فكان المدخل من إنجاز الباحث بلعربي خالد تناول فيه الإطار الجغرافي و السياسي للمغرب الأوسط بكل مكوناته، من خلال التعرض لموقع المغرب الأوسط في ظل التجاذبات السياسية وزخم الحدث بشقيه السياسي والعسكري الذي عرفته بلاد المغرب بصفة عامة والمغرب الأوسط بصفة خاصة على امتداد فترات العصر الوسيط، وتعرض الباحث بطبيعة الحال إلى الإطار السياسي للمغرب الأوسط والأحداث السياسية التي عرفها ابتداء من الرستميين إلى نهاية الزيانيين. الفصل الأول من إنجاز قاسمي بختاوي: و تعرض فيه إلىالملكيات الزراعية في المغرب الأوسطمرتكزا على أنواعها ،حيث وجدت الملكيات الكبيرة و الملكيات المتوسطة و الملكيات الصغيرةو الملكيات العامة ،كما تطرق الباحث إلى طرق تملكها من حيث وراثة هذه الملكيات و الأملاك المحبسة عليها ، والبيع و الشراء ،والأشخاص المتصدق عليهم بالأملاك الزراعية وقضايا الوصية بالأملاك الزراعية، و الهبة و الغصب و التعدي على الأملاك الزراعية ثم انتقل بعد ذلك لدراسة أشكال الانتفاع بالأملاك الزراعية،و من بين هذه الأشكال المزارعة والمشاركة و المغارسة و الإجارة، ثم تناول أنواع الأراضي الزراعية في المغرب الأوسط. الفصل الثاني من إنجاز علوي مصطفى : و تطرق فيه إلى الحياة السياسية في المغرب الأوسط والملكيات الزراعية، معرجا على دراسةالقوى السياسية في المغرب الأوسط والملكيات الزراعية والثورات وآثارها على الملكيات الزراعية في المغرب الأوسط. الفصل الثالث من إنجاز ليبدري بلخير: وعالج فيه الملكيات الزراعية والحياة الإدارية في المغرب الأوسط،مركزا على دويلاته المختلفة ابتداء من الرستميين إلى غاية الزيانيين التي عرفت تنظيمات مختلفة أحيانا ومتشابهة أحيانا أخرى ومتوارثة في فترات أخرى كان لها تأثيرها على الواقع السياسي والاجتماعي لتلك الدويلات. الفصل الرابع من إنجاز بلعربي خالد:ارتكز هذا الفصل علىالحياة الاقتصادية في المغرب الأوسط و الملكيات الزراعية خلال فترة البحث، و المتمثلة في الأرض الزراعية، و مصادر المياه، ونظم الري و تقنياته، و المحاصيل الزراعية، و العوامل المؤثرة في الزراعة كما تطرق إلى الرعي و تربية الحيوانات و الصناعات الزراعية و التجارة و النظم المالية ،ثم مقارنة أثر هذه الملكيات الزراعية على الحياة الاقتصادية في المغرب الأوسط. الفصل الخامس من إنجاز علوي مصطفى: و تعرض فيه الباحث إلى الحياة الاجتماعية في المغرب الأوسط والملكيات الزراعية، مبرزا فيه عناصر السكان والملكيات الزراعية و فئات السكان والملكيات الزراعية و كذلك العادات والتقاليد و الأخلاقيات التي سادت المغرب الأوسط . الفصل السادس من إنجاز قاسمي بختاوي: تضمن فيه الحديث العمران بالمغرب الأوسط والملكيات الزراعية، من خلال الوقوف على مراكز العمران الريفي، و المرافق و المنشآت في العمران الريفي، و قد أثرت هذه المراكز العمرانية على نشاطات السكان في الأرياف و استقرارهم. إن هذه الدراسة التي قمنا بها تعد مساهمة متواضعة لإبراز دور الملكيات الزراعية و آثارها على المغرب الأوسط و قد بذلنا في سبيل ذلك ما نستطيع من جهد و لا نزعم أننا بلغنا الغاية، و حسبنا أن نكون قد أسهمنا بنصيب في إبراز واقع الملكيات الزراعية في المغرب الأوسط. و الله نسأل ألا يخيب عملنا هذا،و أن يكتب لنا السداد. تم بحمد الله تعالى في تلمسان يوم 20 جانفي2020 أد.خالد بلعربي