وصف الكتاب:
لعل أهم خاصية ميزت التجربة الشعرية لخوسيه أنخيل بالينطي في مجمل أعماله هو ذلك العمق الصوفي الذي كان يتجه نحو الانسداد، لأن التجربة الوجودية للذات كلما اتسع أفقها كلما وجد الشاعر ذاته أمام هول اللغة وفداحة الصمت وفجيعة االبياض الذي يمتد ويغدو مستحيل الاختراق، فتغدو الكلمات رمادا متناثرا أو حروفا متوترة السؤال عن امتدادات القلق الشعري وعن الكثافة اللغوية وحدود اللغة والفكر، وسؤال الشعر السرمدي عن الوجود والعدم ولحظات انفلاته كفوضى فاتنة باعتباره الأفق الفكري للذات المسكونة بالظلال وبالتماعات الزمن المتناثر في حضن الغيابات القاسية، فالزمن يشعل مسافات المستحيل ويلغي الآتي بل إنه أحيانا يعمق الشرخ بين أجراس الفناء كأجراس للمطلق وبين لذة المحسوسات كإيقاع متواصل لليومي في رحلتنا باتجاه هذه الصيرورة إلى عدم، يقول بالينطي في إحدى قصائده الأولى التي تعود بنا إلى بداياته، القصيدةالتي تتصدر أعماله الكاملة والمعنونة ب " ستغدو رمادا": "أعبر الفلاة ووحشتها السرية اللاتسمى. يحمل القلب يبس الحجر والانفجارات الليلية لهيولاه ولعدمه. ___________________________________________