وصف الكتاب:
هذا الكتاب هو الثاني الذي ينتظم ضمن سلسلة مؤلفات الإمام الحافظ شمس الدين بن طولون، ولأول هو "الفهرست الأوسط من المرويات"، وهذا الكتاب الفريد المسمى بــ"فرائد الفوائد في أحكام المساجد" جاء اسمه مطابقاً لما تضمنه من فرائد ونفائس يستفيد منها كل مسلم في دينه، ويتعلم منها أحكام المسجد الذي هو بيت الله تعالى. وقد اعتنى السلف الصالح بهذا الباب، فألّفوا وفرّعوا، واهتموا وصنفوا ونوّعوا، فمما ألّف في هذا: كتاب "المساجد" لأبي نعيم، وكتاب "المساجد" للعقيقي، و"إعلام الساجد بأحكام المساجد" للذركشي، و"تسهيل المقاصد لزوار المساجد" للإفقهي، و"تحفة الراكع والساجد" للجراعي الحنبلي.. وغيرها. ويأتي هذا الكتاب جامعاً لأهم مقاصد هذه الكتب، وزاد عليها ما سطّره التاج الحسيني في كتابه الجامع "الروض المغرس في فضائل البيت المقدس" من أحكام المساجد، وما يتعلق بها، وما كتبه المراغي في "تحقيق النصرة". وهذا ويعدّ هذا الكتاب هو الأول للحنفية في أحكام المساجد، وقد نقل فيه الحافظ ابن طولون كلامهم في أشياء وفروعٍ خاصة بهم، فكان ينقل من "الإختيار" للموصلي و"فتاوى قاضي خان"، و"القنية" للقزميني، و"الكنز" للنسفي، و"شرحه" للبدر العيني، وغير ذلك. وتميز كتاب الحافظ ابن طولون هذا بالإختصار، والمباشرة، وسهولة العبارة، وحسن التأليف والسرد، ودقة النقل، وإيراد النكات واللطائف، وقد جعله مرتباً على مقدمة تشتمل على خمسة فصول، ومقصد يحتوي على كثير من فروعه المشتركة. وجاءت عناوين الفصول على النحو التالي: 1-فضل المساجد، 2-فضل بنائها، 3-فضل حبها، 4-فضل السعي إلى المساجد، 5-في ذهاب الأرض كلها يوم القيامة إلا المسجد. وأما في المقصد، فمما تناوله المؤلف في هذا السياق: التعليم في المسجد، البصاق في المسجد؛ البيع والشراء وغير ذلك في المسجد، تعريف اللقطة في المسجد، رفع الصوت في المسجد في العلم، دخول الجنب المسجد، أرض جعلت مسجداً بعد أن كان فيها قبور المشركين، وضع الجنازة والنعش في المسجد... حضور النساء للجماعة... أعظم المساجد حرمة... وغيرها من المسائل التي تتعلق بالمسجد. وهذه لمحة عن المؤلف، فهو الإمام الحافظ العلامة، المؤرخ اللغوي المتفنن، أبو الفضل، وأبو عبد الله شمس الدين محمد بن عليّ بن محمد، الشهير بابن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي، ولد بصالحية دمشق قرب مدرسة الحاجبية سنة 880هـ، سمع وقرأ على جماعة، منهم: القاضي ناصر الدين بن زريق، والسراج ابن الصيرفيّ، والجمال بن المبرد، والشيخ أبي الفتح المزي وآخرين... وتفقه بعمه الجمال ابن طولون، وغيره، وأخذ عن السيوطي - إجازة مكاتبة - في جماعة من المصريين وآخرين من أهل الحجاز، وكان ماهراً في النحو، علاّمة في الفقه، مشهوراً بالحديث، وولي تدريس الحنفية شيخ الإسلام أبي عمر، وإمامة السليمية بالصالحية، وقصده الطلبة في النحو، ورغب الناس في السماع منه، كانت أوقاته معمورة بالتدريس والإفادة والتأليف. كانت وفاته سنة 953هـ، ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد تم الإعتناء به، فجاء في هذه الطبعة محققاً.