وصف الكتاب:
تدور أحداث رواية "قيبارو" في السنوات التسعين من القرن العشرين، في قرية اسمها "قيبارو" وهي قريةٌ منسية، نائية لا حراك فيها، تتوسط الجبل والبحر والنهر. يتابع الراوي سرد الأحداث الواقعية متبنياً وجهة نظر الشخصية الرئيسية "ريما"، التي تعمل كمدرّسة في مدرسة القرية. إنها فتاةٌ ذات حسٍ مرهف وشغف كبير للطبيعة فقد كانت تجد فيها ملاذاً لمشاعرها وأحاسيسها. تقوم فكرة الرواية على تجسيد الحجر في الذكر وتجسيد الأنثى في الشجر، وهي صورةٌ تعود إليها ريما في مجموعة المقارنات التي تقوم بها بين صلابة الرجال والحجر، ورقة النساء والشجر. وفي هذا الصدد، تذكر "ريما" صورة تفجر نبع القرية "عين بيصون" في بداية القرن العشرين على يد فلاح قام بكسر صخرة كبيرة كانت تجثم على فوهة العين بعد أن رأى أن الماء كان يرشح منها. ومنذ ذلك الوقت، بدأ الفلاحون يروون حقولهم من ماء ذلك العين فعم الخضار وزادت خيرات محاصيلهم. يعتدي أحد الجيران "أبو فؤاد" على جزءٍ من أرض أهلها فينشب صراعٌ بينه وبين عائلة "ريما". يلتقي الطرفان وتتطور المشادات الكلامية التي واجهت "سالم" و"فؤاد" وكادا أن يصرعا بعضهم البعض إلى أن استدعت "ريما" الشرطة لتحل المشكلة. في أسرتها البسيطة، كان "سالم" شاباً عنيفاً، ذا طبعٍ حاد، وقد أراد أن يفرض عليها زواجاً بالإكراه من شابٍ في القرية كان ينوي أن يتشارك معه في عملٍ وتجارة. ترفض ريما التسلط الذكوري ويساندها أبوها الذي بدا متفهماً، محباً لابنته. على إثر ذلك الرفض، نشب عراكٌ بين سالم وأبيه انتهى بطرده من بيت العائلة بعد أن قلل من احترام أبيه. كانت "ريما" تحلم بتأهيل بيتٍ حجري قديم وتحويله إلى مركز نشاطاتٍ للأطفال إلا أنه قد بيعَ ولم تفلح مساعيها في الحصول عليه. ساعدها أبوها بتحقيق حلمها وبنى لها بناءً شبيهاً في أرضه، وفي النهاية قامت بافتتاح "مركز العين للتنمية"، كما سمته، ليكون ذلك المركز ينبوعاً للعلم والمعرفة وليحدث حراكاً ثقافياً هو الأول من نوعه في تلك القرية البسيطة.