وصف الكتاب:
كان يطلق لخياله العنان، خاصة خلال مشاهدة المباريات الدولية فيتخيل أنه "كريستيانو رونالدو"، أو"ميسّى"، أو.. فيتلقى الكرة من زميله ويراوغ الدفاع، وحارس المرمى، ويسجل هدفا.. وآخر؛ بين صياح الجماهير، وهتافها باسمه الذى يصُمّ الآذان !. ويمضى شريط الذكريات، وتتوالى الصور فى خياله الجامح؛ فيرى الجماهير تحمله على الأكتاف، وتلفّ حول الملعب؛ بينما تلاحقه عدسات المصورين لتلتقط له مئات الصور !. كان زياد رأس الحربة بفريق المدرسة، وكان هدّاف الفريق. وكثيرا ما قاد فريقه للفوز فى مباريات دورى المدارس، وقد انحصر أمله فى أن يغدو لاعبا شهيرا. وكان والده يحثه على المضىّ، ويشجعه على الاستمرار بشرط ألا يُهمل دروسه، ويتفوق فى الدراسة تفوقه فى اللعب . ذات ليلة كان مندمجا فى مشاهدة نهائى كأس العالم، حين دخل عليه والده منفرج الأسارير، تسبقه ابتسامته؛ بينما أومأ إلى أمه.. ربّت على كتفه، ثم فاجأه بهدية تفوقه فى المدرسة: "كرة قدم، وزىّ كامل". والأهم أن القميص يحمل اسم ورقم محبوبه اللاعب الشهير: "رونالدو". رقص قلبه فرحا ليعانق أباه، وأمه التى اغرورقت عيناها بدموع الفرحة. وكم كانت سعادته حين وعده والده بإلحاقه بفريق أشبال النادي الكبير . إنه لا ينسى كلماته: ـ لقد حان الوقت لتمضى فى طريق النجومية. ولا ينسى توصيته بالاجتهاد، وبذل الجهد، واتباع نصائح وإرشادات المدرب، وأن يُنزله منزلة المعلم والأب. ولكن !. كانت الدموع تنساب من عينى زياد .. سقطت إحداها على يده ليفيق من نشوة الفرحة على كابوس الحقيقة !. تذكر فَعلة عصام وعجزه عندما افتقد "العكاز" بديل رِجله. اندفع الدم في رأسه. كلا. لن يستسلم، ولن يعتمد على "العكاز" الكئيب !. إنه يمقته، وبودّه لو كسّره. دفعه بقدمه. حاول أن ينهض دونه. وُفّق. خطا خطوة، وأخرى !. ولكنه أخفق في الثالثة، وما لبث أن اعتمد على المقعد قبل أن ينبطح أرضا !. تأفّف . لا فائدة !. سحب "العكاز "، وانطلق يدبّ فى الردهة، إلى حيث غرفة الأخصائية الاجتماعية.