وصف الكتاب:
لماذا هي بالذات؟ جميلة نعم ،عيناها عسليتَانِ واسعتَانِ، شَعْرُها ناعم ، تعقده غالبًا كذيلِ حصان؛ فيتمايل يمينًا ويسارًا عندما تجري ؛ فتتمايل معه قلوب العاشقِينَ ، بشرتها قمحية ، متناغمة مع عينيها العسليتِينِ، وشَعْرُها البُنِّي الداكن ، لا يملُّ الناظر إليها مِن التحديق في قسمات وجهها، أمَّا قوامها فرشيق؛فما زالتْ طفلة في المرحلة الابتدائية ، جسمها ممتلئ امتلاء مراهقة صغيرة ، لكن لم يظهر فيه علامات الأنوثة بعد. تجلس في الصفِّينِ الأخيرِينِ في الفصل فيصعبُ على الفتى النظر إليها كلما أراد. لماذا تجلس في الخلف؟! ألأنَّها تعرف أنَّهم يكثرون النظر إليها؛ فتستحي؛ فتبتعدُ عن نظراتهم ، أم أنَّ ذلك محض مصادفة،عندما يختلس النظر إليها يجدها مفرودة الظهر ، رأسها مرفوعة في ثقة ، نظراتها ثابتة ، لا تتكلم كثيرًا ، هل السر في جلستها الوقورة كالأميراتِ، هو: إحساسها بجمالها بسبب نظراتهم ؛ بسبب تهافتهم على الكلام والمزاح معها ، أم أنها فطرية؟! لا يعرفُ ، ليست الأولى، لَكِنَّ درجاتها جيدة، أهذا سِرُّ ثقتها بنفسها، وهدوئها، وجلستها المعتدلة لا يعرف. ذات مرة نادتها المعلمة كي تجيب عن سؤال؛ فالتفت إليها الفتى بسرعة؛ ليستمتعَ بالنظر إليها؛ فوجد وجوه زملائه مشدوهة إليها أيضًا ، كلُّهم مثله ، كيف ينافس كُلَّ هؤلاء؟! ما زالت الغيرة تلازمه، لكنَّها لا تهتم بأحدٍ بعينه ، وهذا ما يطمئنه ، صديقه الذي بجانبه في المقعد في الفصل يعرف كيف يضحكه؛ لذلك تحب اللعب معه في الفسحة ، يغار منه ، لا بأس ، على الأقل هُمْ مِنْ ثُلَّتِهِ؛ ولذلك يستطيع اللعب معهما في الاستراحة ، يستمتع باللهو معها هذا الوقت القصير، هو، وهي، وهو، وزميلة رابعة!!!