وصف الكتاب:
نظرت حولها بتعجب مُتسائلة: متى جئت إلى هذا المكان..؟! كان ذلك حين وجدت نفسها تقف ليلاً في المقابر التي يهيمن على جميع أرجائها الضباب، حد ألا تستطيع الرؤية بوضوح، والتي تحلق فوقها أسراب خفافيش تبعث أصواتا تثير رهبتها، فتحثها على الفرار قبل الهلاك. الحقيقة أن هذا لم يكن الاستفهام الوحيد لديها، فعندما تحركت خطوات ورأت ما أخفاه الضباب، ارتعدت أوصالها مُتيبسة، لا تعلم ماذا يحدث هنا..؟! لقد وجدت مرآة كبيرة تتوسط القبور التي يتذمر الراقدون فيها على الموت بإخراج أيديهم من التُربة، يرجون البقاء في صمتٍ. ظلت واجمة لا تقوى على التحرك خطوة واحدة، فهي أضعف من اكتشاف المُبهم فيما تشاهد، لكن.. حدث فجأة ما جعل الفضول يغلب الخوف ويدفعها للتفتيش خلف المجهول. _ "سدن".. "سدن".. "سدن". سمعت أحدهم يناديها بنبرة غامضة من المرآة، فشهقت متراجعة عدة خطوات، وعندما ازدادت حدة الصوت بالتدريج، استدارت لتهرب مما يحدث، فصادفها الضباب الذي جعلها تفضل الوقوف محلها للأبد على أن تمضي خلاله، دون علمٍ بما سيصادفها وراءه.