وصف الكتاب:
يخرج شمندي متجها نحو بوابة السجن، ضحايا ومصابين في كل مكان، رائحة الدخان والغاز المسيل للدموع خانقة؛ تسبب هياجا لعينيه. خطوات معدودة تفصله عن الحرية.. فجأة، يسمع سعالا وصوت شخص يتألم.. تردد للحظة لكنه استدار ليجده.. ضابطا برتبة ملازم مصابا بطلق ناري في فخذه وتنزف منه الدماء بغزارة. _ هساعدك بس سيبني اطلع، ولو ليوم واحد مش هيهدى لي بال إلا لو انتقمت من حجازي الجبان ولو هرجع بعدها السجن تاني.. هربط رجلك عشان يقف الدم، وخد الحباية دي مش هتحس بوجع لحد ما ييجي اللي يسعفك. نظر له الضابط بامتنان، وسعل بشدة قبل أن يترك يد شمندي الذي أطلق العنان لساقيه، وفي لمح البصر كان خارج أسوار السجن، ظل يجري حتى اختفي السجن تماما من أمام عينيه، لم تتوقف الأسئلة عن التحليق في رأسه: _ يا ترى أنا غلطت لما ساعدت الظابط؟ لو عرفني هل ترى هيسيبني؟ ولا هيلاحقني؟ قطع هذه الأفكار ضوء سيارة قادم من بعيد؛ أشار للسائق فتوقف بمحازاته؛ وركب شمندي بجواره.