وصف الكتاب:
تحاول تبادل أطراف الحديث أو التعارف بالحضور.... بل استرسلت بنبرة هادئة منخفضة : "المجد له في الهيكل عندما ينهض من بيت النار" هذه مقولة فرعونية من ضمن أناشيد رع ، نقشت على جدران المعابد ، تصف طائر العنقاء العملاق ودورة حياته التي تنتهي وتبدأ بمدينة أون الفرعونية ، حيث كانت كبريق أمل ملهم طوال عصور لكل من اكتوى من الحياة وقرر الاستسلام. يحكى أن مدينة أون أو مدينة الشمس كانت تشهد أعظم حدث تترقبه الحضارات والأمم كل مائة عام حيث تنتهي حياة أضخم طائر خرافي بوقوفه فوق محراب إله الشمس، وتتجمع الحشود للتبجيل وتلقِّي العظة ، فتتعالى صيحات الخوف والإعجاب معا عندما يفرد جانحيه اللذين قد يحجبان الشمس عن مدينة بأسرها، لكنه يرفع رأسه بكبرياء غير آبه بالأصوات، ويضم جناحيه إلى السماء محرقا نفسه بنفسه، محدقا من خلف نيرانه ملقنا كل من تأمله درسا في الجلد والصمود رغم الألم.... لا يطلق صيحات الذعر كأي كائن يلاقي حتفه، ولا يحاول الهروب من قدره ... فقط تنعكس بعض دموع فراق سمائه وموطنه في عينيه التي أقسم البعض على رؤيتها تتجمد قبل السقوط ، حتى يغلق عينيه وتبتلع النيران جسده متحولا من كائن أسطوري إلى رماد منثور فوق المحراب بلمح البصر!