وصف الكتاب:
أمسكت بيد أمها، ثم سألتها: - حدثيني عن قلوب الرجال يا أمي. ربتت الأم على خد ابنتها، وقالت بافتخار: -لم تطأ رجلي قلوب الرجال لأعرفها وأقف على خفاياها وأسرارها، لكنني سكنت قلب والدك الصافي الطاهر، افترش لي عطفه وأوسدني حبه، وألحفني دفئه، لكن تجارب الآخرين تحكي عن خبايا قلوب الرجال، هي صناديق من نحاس موصدة بأقفال من حديد، وقد ضاعت مفاتيحها، هي فصل من فصول رواية لم تنتهِ، هي محيط لا يمكن إدراك خفايا عمقه، هي أحجية يستحيل فك رموزها. ثم زادت على ذلك: -إذا أردتِ أن تعرفي أيَّ شيء عودي إليَّ سأكون لك مرجعا مفتوحا في أي وقت. هزت شروق رأسها بالإيجاب، ثم توسدت كتف أمها، وهمست سراً في نفسها: -سأخنق روح حبي بيدي، وأحرقه، وأنثر رماده في مهب الريح، طريق الحب مليئة بالإبر، محفوفة بالأشواك، ورجلي الناعمتين لا تحتملان المشي عليه، سامحني أيها الحبيب الغريب، لقد أيقنت أننا خطان متوازيان لا يمكن أن يلتقيا، أيقنت أننا كالليل والنهار يستحيل أن يجتمعا، أيقنت أننا كالشمس والقمر، إذا تعانقا أظلم الكون.