وصف الكتاب:
ولد بيير ريفردي في ناربون العام 1889 لأبوين مجهولين، ولم يظهر والده على سطح الوجود، إلا بعد 6 سنوات، ليعرف أنها كانت عائلة تنتمي في معظمها إلى الحرفييّن الذين يعملون في الخشب والحجارة. وقد وصفهم بالقول إنهم "دراسات سيئة" في "مدينة حزينة". هذه الدراسات السيئة، جعلته يدخل في سلسلة من الانقطاعات: عن والديه أولا، ومن ثم عن الدراسة. وفي العام 1910، وكان في العشرين من عمره، انقطع عن قريته ليغادرها متوجهاً إلى باريس حيث أقام في منطقة "مونمارتر"، وهناك تعرف بسرعة الى رسامي "باتو لافور" من أمثال جوان غريز وجورج براك وبابلو بيكاسو وماتيس وماكس جاكوب وأبولينير، وقد أدهشته أعمال هؤلاء الفنانين الذين أطلق عليهم أعداؤهم لقب "التكعيبيين". (وقد اضطلع هؤلاء بهذه التسميّة فيما بعد، بعد أن اعتبرت لفترة بمثابة شتيمة) من ناحيته، حاول ريفردي بدوره، أن يحقق بعض اللوحات، الشبيهة بلوحات أصدقائه، لكنه تيّقن سريعاً أنه لم يكن مخلوقاً لهذه الحياة.