وصف الكتاب:
في هذه المجموعة تبدو آية السيّابي ثائرةً على القيود التي تحدّ من حرّيّة المرأة بشكلٍ طاغٍ، القيود التي لا تُستمدّ من دينٍ إلّا بمِقدار ما يُكيّف الجهلة من النّاس ذلك الدّين على أهوائهم، ولا تُستَمدّ من حَقٍّ ولا من منطق إلّا بِمقدار ما تُسوِّل النّفوس المريضة إلى أصحابِها إيذاء الآخرين، ومصادرة حقّهم في الحياة تحت أشدّ المُسوّغات ظُلمًا. لغة الكاتبة أنيقة ورشيقة ومُكثّفة، تلك اللغة اللذيذة التي تصل إلى المعنى بالإشارة دون الإفاضة، وبالتّلميح دون التّصريح، لكنّها إلى ذلك لغةٌ نافِذةٌ مُوجِعة، تضعك أمام المشاهد الصّارخة مباشرةً دون مُقدّمات، فتشعر بألم الطّعنة وهي تغوصُ عميقًا في الوِجدان. امتلكتْ الكاتبة في هذه المجموعة قلبًا شُجاعًا، ورأيًا حُرًّا، وهكذا تكون الكتابة الحقيقيّة. ولقد تخطّتْ كثيرًا من السّدود من أجل أنْ تنقل الحقيقة، قلمُها مثل مِبضع الجرّاح؛ يشقّ لكي يُخرج الدُمَّل، ومن النّزيف يكونُ بُرء الجرح أحيانًا. قلمُها من ناحيةٍ أخرى عينٌ رائِية ثاقِبة، تدخل إلى قلب المُجتمع فتُصوّر لنا أمراضَه ومآسيه، وتجعلنا نعيشُ تلك الأحوال كأنّنا جزءٌ منها، فنأسَى ونألم، ولكنّنا في النّهاية نعرف الحقيقة دون مُواربة. الكاتبة تختطّ لنفسِها طريقًا صعبًا وسبيلاً وعرًا، لكنّها تُذلّلهما بعزيمتها، وتنهدُ لنفسِها دروبًا شاقّة لكنّها تُمهّدها بإصرارها، وحسبُها هذا الصّدق الفنّي الذي جعلنا نتماهَى مع هذه النّصوص الأخّاذة الكاشِفة.