وصف الكتاب:
يوجد مائة وعشرين شرحا للفصوص. ولا شك أنّ هناك شروحا كثيرة أخرى لم يذكرها الأستاذ عثمان يحيى . فليس الغرض من هذا الكتاب شرح الفصوص بعد أن قام به عشرات الرجال، وإنما الغرض من هذا البحث هو كشف مفتاحين أساسيين للفصوص لم يُكشفا من قبل، هما ضروريان للفهم العميق للكتاب، و بدونهما تبقى البنية الكلِـّية للفصوص مجهولة، وتبقى كثير من الإشارات والتلميحات المبثوثة في الفصّ خفيّة. وفي حدود علمي، لم يبيّن أحد من جميع الشرّاح هذيـن المفتاحين اللذين هما : أولا : سرّ ترتيب أبواب الفصوص. ثانيا : السورة القرآنية التي يستمد منها كل فص. هذا هو الغرض الأساسي من هذا البحث حول الكتاب الذي يكفي في بيان مكانته قول الشيخ في مقدّمته : (رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مبشـّرة أريتها في العشر الأواخر من محرّم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق، وبيده- صلى الله عليه وسلم- كتاب، فقال لي: هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به، فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منـّا كما أمِرْنا. فحقـّقتُ الأمنيـّة وأخلصتُ النيّة وجرّدت القصد والهمّة إلى إبراز هذا الكتاب كما حدّه لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من غير زيادة أو نقصان(…) فما ألقِي إلا ما يُـلقى إليّ، ولا أنزل في هذا المسطور إلا ما يُنزل به عليّ، ولست بنبيّ رسول، ولكني وارث، ولآخرتي حارث.