وصف الكتاب:
تأتي مجموعة «رسالة من تحت الأرض» ضمن مشروع نشر الأعمال الكاملة للروائي راسم الحديثي. تضم عدد من الخواطر والقصص التي اتسمت بتكثيف الحدث ببراعة السارد، ويحتل الرمز جزء ليس بالقليل في قصص المجموعة التي تنوعت ما بين الرومانسي والاجتماعي والمتخيل والغرائبي، ومنها ما يعالج الحدث. من قصة منيرة والجن كان أول المساء، يوم شهدت النسوة ارتفاع بطنها، تحلَّقن حول بعضهن، تهامسن بطربٍ. وفي ساعات الغروب من تموزات هذا البلد المتسربل بحرارة الطقس، اعتاد الجميع أن يخرجوا من بيوتهم الملتهبة والجلوس أمام أبوابها، يبحثون عن نسمة ضائعة، يرمقونها تسرح كلبوة أسدٍ جائعة، فاقدة العقل، نافرة الجسد، بثديين يرتقصان على نغمات فوضى وجودها. بكماء، هكذا أنجبتها أمها رحمها الله، لتقضي بقية وجودها كأنثى تحت سقف سلم البيت، ورحمة زوجة أبيها.، منفوشة الرأس، سملة ثوبٍ أزرقٍ يلتصق بجسدها منذ ودعتها والدتها، لا توجد قدرة لوالدها على استبداله، فسطوة زوجته جعلته أسير قدره. تغوَّرت رائحة قصتها تجمعات النسوة في كل مساء، وهي تهتز بخلفية ممتلئة وبيدها كأس ماءٍ أو قطعة خبزٍ من الأطفال وهم يحومون حولها. تلك لحظة السعادة المتناهية لزوجة أبيها، الحلم الذي تصبو إليه كي تتخلص من عبئها، فدقت طبول قصتها، وسعت أن يعلم الحي كله قصة ارتفاع بطن منيرة. من قصة: فقدت دليل عذريتي عدتُ بذكرياتي إلى عدة سنوات مضت قضيتها معه، الواتس آب عرّفني بحبيبي، يعود الفضل له. ها هو أمامي، جاءني مسافرًا من العراق، استقبلني بأحضانٍ دافئة، في شقة فارهة على سواحل المتوسط قضيناها. لم يكن كما توقعته، أو كما أراه في رجولته وشموخه، زوجي ليس رجلًا، هو نصف ذكر.. زال بريق عيني وتسربت سخونة جسدي. لكني قبلتهُ على مضض. لم يعد متيسرًا أن أعود إلى المغرب بخُفّي حنين، خاوية الوفاق، أهلي وصديقاتي ينتظرون أخباري كي يزغردوا..